No Script

من الخميس إلى الخميس

شركات الدواء واستغلال الكويت

تصغير
تكبير

الكويت من الدول التي يتم استغلالها، تصرف مبالغ كبيرة على شراء الدواء ومع ذلك لا تُقدم تلك الشركات الدوائية إلا الشيء اليسير، وهذا اليسير يكون عن طريق نظام الشراء المشترك لمجلس التعاون.

في دول كثيرة تقوم شركات الدواء بدعم البحوث العلمية؛ ودعم المجلات العلمية؛ وتُساعد في تقييم ونشر الأبحاث، لدينا، ولسبب غير واضح، تقوم الشركات بالصرف على ورشات العمل التي تُسوّق لمنتجها وكذلك تصرف على أمور استهلاكية ترفيهية ليست مرتبطة بتشجيع البحث العلمي.

في الولايات المتحدة لديهم مئات من المجلات الطبية العلمية المُحكّمة فيها عشرات من الإعلانات التي تقدمها شركات الدواء من أجل دعم تلك المجلات التي هي نافذة الأطباء للنشر العلمي وتشجيع حركة البحوث، في الكويت لدينا مجلة طبية محكّمة تصدر عن الاتحاد الخليجي لمكافحة السرطان ومجلة أخرى تصدر عن الجمعية الطبية الكويتية، ومجلة الأورام التي أعرفها والتي تُنشر في المكتبة الأميركية (PubMed) والتي لها مُعامل تأثير جيد (Impact Factor)، هذه المجلة مُهدّدة بالتوقف، واحد من أسباب عدم قدرتها على استمرار النشر أنّ شركات الدواء ترفض نشر أي إعلان فيها رغم أنها تنشر إعلاناتها في مجلات أوروبية وأميركية أقلّ من مستوى هذه المجلة.

شركات الأدوية التي تورّد الدواء لأمراض السرطان والتي تربح بسبب ارتفاع أسعار عقاقير السرطان، تربح مبالغ كبيرة، هذه الشركات لم تقم يوماً بدعم بحث علمي مستقل من أجل تشجيع البحوث العلمية في بلادنا، لديها استعداد للإنفاق على النشاطات التي لا تُطوّر المحفل العلمي في بلادنا أمّا ما يُفيدنا ويُعزّز الحركة العلمية فهي مقصورة على بلادها هناك، نحن فقط مستهلكون ولسنا مخترعين ومكتشفين.

أنا لا أستطيع لوم هذه الشركات فهي لم تجد من المسؤولين لدينا من هو قادر على فرض شروطه عليها بما ينفع الوطن في مجال النشر العلمي وفي مجال البحث، هذه إحدى أهم معوقات قلّة البحوث لدينا في الكويت والخليج، شركات تربح ولا تساهم في الحركة العلمية، وفي بلاد أخرى شركات تربح أقّل وتشترك في كل الجهود العلمية التي تُصدّر لنا.

قضية كبيرة نتمنى على معالي وزير الصحة الالتفات لها فهذه من صميم أهداف وزارة الصحة لجعل القطاع الخاص جزءاً من النشاط البحثي في الكويت، قضية تستحق أن تُثار على مستوى الجمعية الطبية الكويتية، واللجنة الصحية في المجلس المقبل.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي