No Script

ربيع الكلمات

فخامة المواطن الكويتي

تصغير
تكبير

أمر غريب أننا لا نسمع مرشحي مجلس الأمة يتحدثون عن القضايا الأساسية، مثل تذبذب أسعار النفط بشكل كبير وميزانية الدولة تعتمد عليه وهذا الانخفاض سيسجل عجزاً كبيراً في الميزانية إن استمر، أو القضية التعليمية بكل تفاصيلها، أو الأمور الرئيسة لفخامة المواطن... ولكن انحصرت المنافسة على الأجنحة والفرق، ولا شك بأن السلطة السابقة تتحمل مسؤولية كبيرة نتيجة التدخل في تفاصيل العملية الانتخابية.

ولا يستطيع النواب ممارسة دورهم الرقابي والتشريعي دون انسجام والعمل كفريق واحد من دون بطولات فردية، وهذا أمر في غاية الصعوبة نتيجة الصوت الواحد، لذلك تجد تشكيلة مجلس الأمة منوعة لدرجة يصعب حتى التفكير بعقلانية، ولكن صاحب الصوت العالي الشعبوي هو الذي ينتصر في النهاية، مع أنه ممكن لا يحضر اللجان البرلمانية والتي تعتبر مطابخ المجلس في كل برلمانات العالم... ولكن لدينا لا أحد يحاسب أو يراقب، لذلك لابد من تعديل قانون الانتخابات وإيجاد حل توافقي بين الكتل السياسية لتعديل النظام الانتخابي، حيث بين أن الصوت الواحد لا يصلح لمستقبل الكويت السياسي.

وفخامة المواطن مسؤول بدرجة كبيرة عن ما يحصل في قاعة عبدالله السالم، بسبب اختياراته الانتخابية غير الناضجة والمبنية على أسس هشة تسببت في هذه اللخبطة الكبيرة، نعم هذا النائب قد يقوم باجراء معاملة والتي تعتبر حقا لك وهي وقتية قصيرة... ولكنها ستكون على حساب وطن بأكمله، فهل تقبل على نفسك هذا الأمر.

مطلوب من المرشحين أن يكونوا على قدر من المسؤولية والتوقف من بيع الوهم للناس وخاصة البسطاء منهم، ففخامة المواطن يريد بعض الحقول مثل تعليم جيد، وخدمات صحية، وشوارع تصلح للاستخدام دون أن تتسبب بخراب السيارات، كذلك منزل له ولأفراد أسرته والتخلص من الايجارات التي تلتهم الراتب دون أي استمتاع به. وهذه لا شك طلبات سهلة وغير مستحيلة ولكن تحتاج إرادة صادقة قبل ذلك.

ومن غير المعقول أن ينتظر فخامة المواطن كل هذه السنوات دون أن يتم تعديل أو زيادة راتبه، خصوصاً للموظفين الذين لم يتم إعطاؤهم كوادر، وهم الغالبية العظمى من موظفي الحكومة وقد يصلوا إلى 70 في المئة، وهم يرون هذا التفاوت الكبير في الرواتب لذات التخصص في مختلف الجهات.

شباب الكويت فيهم الخير والبركة، والكثير منهم متخرج من أفضل الجامعات حول العالم، والآن نحن في أمس الحاجة لهذه الطاقات للنهوض من جديد، لأن أزمة الكويت هي بسبب سنوات طويلة من تعاقب الإدارات الحكومية المترهلة، بفضل الله تعالى لدينا ثروات هائلة... ولكن تحتاج إلى إدارة حصيفة لهذه الأموال وليس التعيين على حسب الولاء أو نقدمها كفواتير سياسية كما كانت في السابق، المال الذي لدينا لو استثمرناه بطريقة صحيحة فسيوفر لنا مستقبلاً أفضل واستدامة للأجيال القادمة.

يجب علينا أن نحسن الاختيار من أجل مستقبل الكويت فالتحديات الداخلية والخارجية كبيرة، ونحن أمام فرصة تاريخية لتعديل المسار، وهذا الأمر بيد الناخب لأنه صاحب الكلمة في هذا اليوم والعرس الديموقراطي، وقد يكون حسن الاختيار صعباً وليس بالأمر الهين نتيجة تراكمات سابقة من شراء ولاءات الناس عبر تقديم مجموعة من الخدمات والمعاملات، ومع ذلك يجب أن نتسامى عن مصالحنا الذاتية ونفكر في الأجيال القادمة وفي الوطن الذي يحتاج منا إلى فزعة في المجالات كافة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي