من الاطلسي

الصعود إلى قمة طوبقال

تصغير
تكبير

يبعد أعلى جبل في المغرب نحو 80 كيلومتراً جنوب مدينة مراكش، ويعتبر الصعود الى قمة جبل طوبقال، التحدي الاكبر، ارتسمت الابتسامات على وجوه الاصدقاء وانا اسأل كم نحتاج إلى الوصول للقمة؟ فأجابوا بدهاء فقط نصف ساعة من عند بوابة المنتزه الوطني، تلك البوابة التي يتمركز فيها رجال الدرك الملكي الذين يقومون بواجبهم على أكمل وجه من حيث تسجيل اسم الزائر وجنسيته وبياناته ومَن هم معه. الخروج من مراكش بعد صلاة الفجر ثم إلى (تحناوت) وإلى (أسني) مروراً بمولاي ابراهيم ثم (امليل) صعوداً على سلسلة جبال تزين جنباتها قرى زراعية، وعلى سفوحها الخضراء تندفع جداول ماء صغيرة في منظر خلاب ومن ثم الولوج لبوابة منتزه جبل طوبقال.

والمسافة من نقطة الدرك إلى أول الجبل نحو كيلومتر واحد، ارغمت على ركوب البغلة التي يقودها المرشد الامازيغي، ابن اقليم الحوز، والذي يحفظ كل خطوة إلى القمة مثلما يحفظ اسمه، وصلنا لاول الجبل فنزلت، فطلب مني قائد رحلتنا ان اركب البغلة للصعود لأعلى، وافقت وانا متردد وخائف من الانزلاق أنا وبغلتي إلى الاسفل، طلعنا على مهلنا وسبقنا الأصدقاء والزائرون، وبقيت انا والمرشد والبغلة... خطوة خطوة واحياناً قفزة قفزة في ممر حجري وعر وضيق جداً ومنحنيات صعبة، عدت نصف الساعة والساعة تلو الساعة إلى ان وصلنا إلى استراحة بدائية فيها (نزل) صغير يشبه فندق (صح النوم) بمسلسل (غوار الطوشة) ومقاهٍ عدة، وهذه هي استراحة شمهروش، طبعاً في منتصف الصعود نزلت من بغلتي التي اعتادت على الصعود كل يوم إلى هذا المكان المرتفع، ولكن الصعود صعب جداً، هناك العشرات من الأوروبيين يحملون امتعتهم على ظهورهم وهم يقصدون أعلى القمة التي سوف ينزلون منها إلى الجانب الآخر حيث بحيرة (إفني) ومن ثم نزولاً لقرية (امسوزارت) الجميلة في اقليم تارودانت.

جلسنا في الاعلى واذا بها تمطر في عز الصيف... وبدأ الاستعداد لتكملة الرحلة فوق ظهر البغلة الصامدة ولكن لأن الطريق زلق، هبطت منها فوراً وبدأت رحلة السير مرة أخرى إلى ان وصلنا إلى نقطة (روفيج) بعد ثلاث ساعات صعوداً، ومن ثم تكملة الرحلة في اليوم التالي إلى قمة طوبقال حيث كانت المسافة كاملة صعوداً نحو أحد عشر كيلومتراً، وليس كما زيّنها لي الاصدقاء وخففوها حتى لا الغي الرحلة.

صعود اقسى وأعلى جبل من سلسلة جبال أطلس المغربية فيها متعة لاتضاهيها أي متعة، كانت المناظر من أعلى قمة مبهرة، سبحان الخالق العظيم، وتم تكرار الصعود للجبال بين الفينة والأخرى ولكنها ليست بارتفاع (طوبقال) الشامخ كشموخ المغرب واهله، وللحديث بقية... دمتم بخير.

jaberalhajri8@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي