No Script

نقطة على الحرف

مُبرّرات الترشح للانتخابات البرلمانية

تصغير
تكبير

... بغض النظر عن ترديد مقولة لكل مواطن تنطبق عليه شروط الترشح لعضوية مجلس الأمة وهو حق مكتسب لا تنازع عليه... إلا أن ما يجب أن يدفع أيّ مرشح بالتفكير بخوض هذه الانتخابات المفصلية أسباباً عديدة يجب عليه أن يضعها في الحسبان، لعل من أهمها وما نعتقده بكل تواضع ما نوجزه بالآتي:

1- انحراف التجربة البرلمانية عن مقاصدها الحسنة المتمثلة في تشريع القوانين والمراقبة وتحولها في السنوات الأخيرة إلى منبر للتراشق والانقسام والاستقطابات، والتي وضعت مصلحة الوطن والمواطن جانباً، وركزت على الخلافات الشخصية والتي ألقت بظلالها على الانقسام المجتمعي، مما جعل البرلمان ساحة لتصفية الحسابات على حساب التنافس على الأداء البرلماني المنضبط ذي التوجهات الرقابية والتشريعية وفقاً للأطر الدستورية.

2 - هناك جوانب هامة وذات مصلحة وطنية وشعبية مستدامة إذا أردنا المحافظة على وتيرة النمو والتطور، وهو ما تسعى إليه الأمم المتحضرة وهو التركيز على النشء عماد المستقبل وباني الأوطان. ولنتساءل بكل موضوعية عن مستقبل وطن لم يعد التعليم فيه بالمستوى الذي يحقق هذا الهدف... لننظر اليوم إلى مخرجات التعليم، وكيف وصل إلى ما وصل إليه من تراجع كبير ينذر بعواقب وخيمة في المدى المنظور... ألا يستحق هذا الجانب العمل الجدي من الجميع للتعاون والنهوض بمستقبل الوطن إلى المستويات العلمية المتقدمة؟ الجانب الآخر، المنظومة الصحية والتي أضحت وسيلة لتحقيق المنافع الشخصية والمكاسب الانتخابية على حساب تطويرها وتمكين الجميع من الاستفادة منها حفاظاً على الثروة الوطنية المهدرة وتحقيقاً للعدالة الاجتماعية بين الجميع.

3 - ما هي المداخيل المالية بعيداً عن مداخيل النفط؟ هل تم وضع هذا الهاجس على بساط البحث والتعاون؟ ألا يستحق أن نرى سياسات واضحة تضمن مستقبل الأجيال؟ ما هي الإجراءات التي وضعت لتنويع مصادر الدخل بعيداً عن الشعارات الشفهية التي نسمعها بين الفينة والأخرى؟

4 - ألا نستحق جميعاً أن نعيش في بيئة هادئة ومستقرة في جميع مناحي الحياة... ألا تستحق الكويت أن تكون جوهرة بكل المرافق... ألا نستحق أن نكون مفخرة في تطبيق القانون على الجميع... ألا نستحق أن نرى انضباطاً أخلاقياً يعكس وجه المجتمع الحضاري... ألا نستحق أن تكون الكويت وجهة لمن يضيف قيمة إيجابية بعيداً عن ما نراه اليوم؟.

5 - تصاعد النفس العنصري والطائفي يُحتّم على الجميع الوقوف بكل مسؤولية لصد هذه الرياح البغيضة، لأن العنصرية والطائفية معاول هدم لا بناء... آن الأوان لتحصين وحدتنا الوطنية...

6 - وأخيراً، نأمل أن تُطوى صفحة الخلافات والبدء بصفحة جديدة من العمل الجماعي والتعاون والتحاور الحضاري الديموقراطي... نأمل بصفحة جديدة تُمكّن الجميع من المشاركة البرلمانية البناءة، فالوطن يستحق الغالي والنفيس، والمواطن يستحق التمثيل الواعي والذي يُحقّق الطموح المشروع.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي