No Script

أجراها قطاع المناهج وشملت 1780 معلماً ومعلمة و1725 طالباً وطالبة من 83 مدرسة ثانوية

أهم وأكبر دراسة تربوية عن الغش: مراعاة ميول وذكاء الطلبة... وإلغاء الحشو

تصغير
تكبير

- أهم طرق المواجهة: العقوبات والتشويش ومنع إخراج أيّ وثيقة من القاعة إلا بعد ساعة من بدء الامتحان
- أهم الأسباب: طريقة تصميم الاختبارات وتركيزها على قياس أدنى المستويات المعرفية
- أكبر المخاطر: تخريج أفراد تنقصهم الكفاءة وقد يستحلون الرشاوى
- ثلث الطلبة مارسوا الغش ومثلهم تقريباً سيحاولون ذلك عندما تُتاح لهم الفرصة
- السماعات والهواتف والإشارات باليد وقصاصات الورق من أهم الأساليب

على مشارف اختبارات نهاية العام الدراسي، اعتمدت إدارة البحوث في وزارة التربية أول دراسة من نوعها للتعرّف على مدى انتشار الغش في اختبارات المرحلة الثانوية وأساليب وأسباب الغش من وجهة نظر الطلبة والمعلمين وطرق المواجهة.

وطبقت الدراسة في العام الدراسي الحالي، ومن أهم توصياتها: وضع عقوبات صارمة على الطلبة الغشاشين، وأجهزة تشويش للتصدي للسماعات، وعدم السماح بإخراج أيّ وثيقة تتضمن الأسئلة خارج قاعة الامتحان إلّا بعد ساعة على الأقل من بدء الامتحان.

الأسباب

وتوصّلت الدراسة إلى نتائج أهمها أن 30.60 في المئة من أفراد عينة الطلبة قاموا بسلوك الغش في مادة ما في المرحلة الثانوية، و28.90 في المئة من أفراد عينة الطلبة سيحاولون الغش في الامتحان عند وجود الفرصة لذلك، ما يعني أن لديهم الرغبة في الغش.

وبيّنت الدراسة، التي حصلت «الراي» على نسخة منها، وشملت 1780 معلماً ومعلمة و1725 طالباً وطالبة من 83 مدرسة ثانوية، أن أكثر أساليب الغش في الامتحانات من وجهة نظر المعلمين وفقاً للترتيب هي: استخدام السماعات الصغيرة ثم الهواتف النقالة، فالإشارات باليد وغيرها، واستعمال قصاصات الورق، واستخدام الإشارات المتفق عليها مع الزملاء، فيما جاءت الأسباب من وجهة نظر الطلبة بأسباب تتعلق بالمناهج والإدارة المدرسية، تليها أسباب خاصة بالطالب ثم خاصة بالمعلم، وأخيراً أسباب خاصة بالأسرة والمجتمع المحلي.

المواجهة والآثار

وبحسب الدراسة، فإن أهم طرق مواجهة الغش في الامتحانات من وجهة نظر المعلمين هي «تعريف الطالب بالإجراءات التي سيتعرض لها في حال ارتكابه للغش، ومنع دخول التلفونات والأجهزة الإلكترونية إلى قاعة الاختبار، وأن تقوم وزارة الإعلام بالتوعية بخطورة الغش من خلال شخصيات بارزة لها قيمة مجتمعية بالنسبة للشباب بما يناسب أعمار طلبة الثانوية».

وتطرقت إلى الآثار السلبية للغش في الامتحانات، وأهمها «قتل روح المنافسة بين الطلبة، والتقليل من أهمية الاختبارات في تقويم التحصيل المدرسي، وإعطاء نتائج غير حقيقية وصورة مزيفة لنتائج العملية التعليمية تؤدي إلى تخريج أفراد تنقصهم الكفاءة والانضباط في العمل، وستمتد إلى ما بعد الدراسة لأن الموظف الذي اعتاد على الغش قد يستحل المال العام ويمارس الكسب غير المشروع والتزوير في الأوراق الرسمية واستحلال الرشاوى».

تجارب الدول

واستعرضت الدراسة بعض تجارب الدول في التصدي لظاهرة الغش، ومنها الصين التي تعرضت لحالات تسريب اختبارات على نطاق واسع خلال العامين 2014 و2015 وما ترتب عليه من إلغاء للامتحانات، وقد تمكنت إحدى مدنها من التوصل إلى حل تمثل بمراقبة الامتحانات بطائرات صغيرة من دون طيار (درون)، ونجحت الخطة وأوقفت الغش الجماعي.

أما اليابان، فأنشأت هيئة مستقلة لوضع الامتحانات باسم الوكالة الإدارية المستقلة، ونجحت في تحقيق نتائج، إلا أن واقعة غش طالبة بالمرحلة الإعدادية من هاتفها دفع فريقاً من الباحثين لاختراع جهاز لتحديد أماكن الطلاب الذين يستخدمون الهواتف المحمولة داخل قاعات الامتحانات.

كما تطرقت الدراسة إلى تجربة الإمارات في استخدام نظام «SIS» لإدارة معلومات الطلبة، الذي استطاع الحد من تلك الوقائع، حيث تنتقل عبره الامتحانات من الوزارة إلى المدارس بموجب نظام أمني مُحكم.

الحكومة العراقية كانت لها تجربة مغايرة، حيث قطعت الانترنت عن البلد بأكمله بالتزامن مع مواعيد الامتحانات.

أما كوريا الجنوبية، التي تمتلك أفضل نظام تعليمي في العالم، فشهدت تسريباً لامتحان التأهيل للجامعة قبل أسبوع من موعده على مدار عامين متتاليين (2013 - 2014) وتم إلغاء الامتحانات نتيجة ذلك، واتخذت الجهات المسؤولة العديد من الإجراءات، أبرزها تشديد الرقابة الأمنية ومنح المراقبين على الامتحانات دورات تدريبية لرصد محاولات الغش.

التوصيات

وقدّمت الدراسة مجموعة من التوصيات منها «وضع عقوبات صارمة لمَنْ يقوم بالغش، وعدم التساهل في تطبيقها، وتوحيد توقيت إجراء امتحانات المرحلة الثانوية لإزالة الرهبة من الطلبة، وأهمية ربط المناهج بحاجات الطلبة ورغباتهم وميولهم، وإلغاء الحشو الزائد في المناهج والتركيز على المعلومات الأساسية، ومنع تدخل أي معلم أو منسوبي المدرسة في شؤون سير الامتحانات».

ووصفت ظاهرة الغش في الامتحانات بأنها «من أخطر المشكلات المدرسية التي تمس قطاع التعليم بكل مستوياته باعتبارها ظاهرة اجتماعية سلبية، تنتشر في معظم المؤسسات التعليمية في دول العالم بغض النظر عن المستويات الاجتماعية والاقتصادية والثقافية والحضارية في ما بينها، وبغض النظر عمن يمارسها سواء ذكوراً أم إناثاً، وتزداد هذه الظاهرة يوماً بعد يوم في شتى المجالات التربوية»، مبينة أن «الطلبة ذوي التحصيل المنخفض يلجأون إليها لأنهم يريدون النجاح مهما كلّف الأمر».

وبيّنت الدراسة أن طريقة تصميم الاختبارات تُشكّل السبب الرئيسي للغش، حيث تركز على قياس أدنى المستويات المعرفية ولا تأخذ في الاعتبار الذكاءات المتعددة للطلبة، مؤكدة أن تعزيز بعض الأسر لهذه الظاهرة يجعل الطالب يتقبلها ويمارسها في حياته رغم أنها سلوك غير مرغوب تربوياً واجتماعياً ودينياً ويعد آفة تعليمية وظاهرة خطيرة.

9 أسباب للغش

1 - شعور الطالب بالخوف والتوتر من الامتحان

2 - ضعف الوازع الديني

3 - عدم شعور الطالب بالمسؤولية تجاه الدراسة

4 - عدم وجود أهداف وطموحات لدى الطالب

5 - ضعف التحصيل العلمي للطالب

6 - توافر كل المقومات التي تسمح بالغش أثناء فترة الامتحان

7 - صعوبة بعض المواد

8 - عدم تطبيق العقوبات الصارمة على مَنْ يقوم بالغش

9 - عدم الاهتمام بتوضيح خطورة الغش على الفرد والمجتمع.

7 طرق حديثة للغش

1 - سماعات الأذن متناهية الصغر

2 - الهاتف الذكي

3 - أقلام الغش المجهزة بالكاميرا والبلوتوث

4 - النظارات الذكية المزودة بالسماعات

5 - ساعات ذكية يمكنها تحميل الكتب والمطبوعات

6 - مشغل mp3 أو جهاز تسجيل أكثر سرية

7 - الغش الجماعي في مواقع التواصل الاجتماعي (واتساب - فيسبوك - تويتر - سناب)

5 توصيات للمعلم

1 - تكثيف تدريب الطلبة على نماذج امتحانات نهاية العام

2 - حل امتحانات السنوات الماضية مع الطلبة

3 - استخدام طرق تدريس تراعي الفروق الفردية بين الطلبة

4 - ألا يكون أسلوب المعلم تقليدياً في توصيل المعلومات إلى أذهان الطلبة

5 - توعية الطلبة بأهمية الاعتماد على النفس والبُعد عن الغش لأنه حرام شرعاً.

6 توصيات للطالب

1 - استذكار الدروس أولاً بأول

2 - الاستعداد الجيد للامتحان

3 - الاعتماد على النفس في حل الامتحان

4 - أهمية الوعي بحرمة الغش وآثاره السلبية

5 - البعد عن رفاق السوء الذين يشجعون على الغش في الامتحان

6 - اختيار الشعبة أو التخصص الذي يتناسب مع ميول الطالب وقدراته.

اهتمام وسائل الإعلام

أشارت الدراسة إلى أحد أسباب الغش، والذي يتمثل بالاهتمام المبالغ فيه بشؤون الامتحانات وتغطية أخبارها في وسائل الإعلام، حتى أصبح اجتياز الامتحان هو الهدف من التعلم، ما قد يجعل الطلبة وأولياء أمورهم في حالة توتر طوال فترة الامتحانات، وبالتالي تقل جاهزية الطالب، فيضطر إلى الغش لأن الغاية تبرر الوسيلة في نظره.

أهمية الدراسة

تستمد الدراسة أهميتها من خطورة الموضوع الذي تتناوله وهو الغش في الامتحانات وآثاره السلبية على الفرد والمجتمع، ومن المهم الاستفادة من توصياتها لإيجاد السُبل والإجراءات اللازمة التي تُساعد العاملين في برامج التخطيط التربوي في إعداد الخطط والترتيبات المناسبة في ما يخص مواجهة الغش.

وتؤكد الدراسة حرص وزارة التربية على إنجاح الخطط والغايات والأهداف الموضوعة للمرحلة الثانوية، وانعكاس ذلك بصورة مباشرة على جودة وفاعلية العملية التعليمية ومخرجاتها.

9 توصيات جوهرية

1 - قيام الإعلام التربوي في وزارة التربية بالتوعية بخطورة الغش على الفرد والمجتمع من خلال شخصيات بارزة لها قيمة مجتمعية بالنسبة للشباب، بما يناسب أعمار طلبة المرحلة الثانوية

2 - وضع عقوبات صارمة لمَنْ يقوم بالغش وعدم التساهل في تطبيقها

3 - تخفيف المناهج الدراسية وإلغاء الحشو الزائد في المناهج والتركيز على المعلومات الأساسية

4 - توحيد توقيت إجراء امتحانات المرحلة الثانوية لإزالة الرهبة من الطلبة

5 - وضع أجهزة تشويش في لجان امتحانات المرحلة الثانوية للتصدي للسماعات الصغيرة التي تستخدم من قبل بعض الطلبة

6 - نشر الوعي لدى مديري المدارس والمعلمين حول حرمة الغش وأضراره

7 - ربط المناهج بحاجات الطلبة ورغباتهم وميولهم

8 - تنظيم برامج تدريبية للمعلمين لتعزيز كفاءاتهم التدريسية والتخصصية، حتى لا يكون هناك أيّ معلمين ضعيفي المستوى في مادة التخصص، بالتعاون مع مؤسسات إعداد المعلم، وأن يكون الطالب المعلم منذ السنة الأولى في كليات التربية على اطلاع على مناهج وبرامج وزارة التربية

9 - تطبيق اختبارات نفسية وتربوية بالاستعانة بالخدمة النفسية والاجتماعية لتحديد جوانب الضعف لدى الطلبة وعلاج هذه الجوانب، لأن عدم علاجها يدفع الطلبة إلى الغش.

7 توصيات للإدارات المدرسية

1 - توعية الطلبة بحرمة الغش وخطورته على الفرد والمجتمع

2 - منع تدخل أيّ معلم أو منسوبي المدرسة في شؤون سير الامتحانات

3 - عدم التهاون في الحد من الغش

4 - تفعيل دور الإرشاد المدرسي

5 - التركيز على أسباب الغش في مجالس الآباء

6 - تفعيل دور الأخصائي الاجتماعي والنفسي لمساعدة الطلبة على الاستعداد للامتحان والتخفيف من القلق الناتج عن ذلك

7 - تنظيم مجموعات تقويم للطلبة في المدرسة قبل الامتحانات وتدريب الطلبة على الامتحانات من خلال الواقع الافتراضي.

5 توصيات لمراقب الامتحان

1 - تشديد الرقابة

2 - تعريف الطالب بالإجراءات التي سيتعرض لها في حالة ارتكابه للغش

3 - منع دخول الهواتف أو غيرها من الأجهزة الإلكترونية إلى قاعة الامتحان

4 - عدم السماح للطلبة بإدخال أيّ مواد غير مطلوبة منهم في الامتحان

5 - عدم السماح بإخراج أيّ وثيقة تتضمن الأسئلة خارج القاعة، إلا بعد ساعة على الأقل من بدء الامتحان.

4 توصيات للأسرة

1 - متابعة الأبناء باستمرار لمعرفة مستواهم الدراسي

2 - تقليل الضغط النفسي الذي يتعرّض له الأبناء من قبل الآباء لتحقيق النجاح

3 - توفير مكان مناسب في المنزل يستطيع فيه الطالب الدراسة بارتياح

4 - عدم تشجيع الأبناء على الغش في حال عدم معرفة الإجابة

أبرز تجارب الدول

الصين: استخدام طائرات صغيرة من دون طيار

اليابان:إنشاء هيئة مستقلة لوضع الامتحانات واختراع جهاز لتحديد أماكن الطلبة الذين يستخدمون الهواتف داخل القاعات

الإمارات: استخدام نظام «SIS» لنقل الامتحانات من الوزارة إلى المدارس بموجب نظام أمني مُحكم

العراق: قطع الانترنت عن البلد بأكمله بالتزامن مع مواعيد الامتحانات

كوريا الجنوبية: تشديد الرقابة الأمنية وتدريب المراقبين

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي