No Script

استطلاع لـ «الراي» كشف عن رفض شرعي وعلمي وقانوني لمخطط زرعها في رؤوس البشر

«شريحة الدماغ»... هل وصلنا إلى مرحلة «تسيير» الإنسان؟

تصغير
تكبير

في أعقاب إعلان إدارة الغذاء والدواء الأميركية رفضها طلب شركة «نيورالينك» المملوكة لرجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك بالسماح لها بزرع رقاقة في أدمغة البشر تسمح بالتواصل المباشر مع الكمبيوتر، برزت مخاوف ومحاذير متعلقة بالخصوصية أو الجوانب الصحية والشرعية والقانونية لتلك الشريحة التي دخلت شركات أميركية أخرى على خط صناعتها.

ووفقاً لآراء شرعية وقانونية وتكنولوجية وطبية استطلعتها «الراي»، فإن مثار التخوف الشرعي من أنه «يحرُم العبث في مخ الإنسان لجعله مسيّراً»، في حين كان الهاجس القانوني والحقوقي أن «الناس لن تتقبل شرائح تراقبهم». أما الرأي التكنولوجي فيرتبط بمخاوف من نقل معلومات حساسة على مدار الساعة. وذكرت آراء طبية أن «الأمر ما زال في بدايته وليس ثمة أبحاث معتمدة تبيّن آلية زرع الشرائح في أدمغة البشر».

الشطي: يحرُم العبث في مخ الإنسان لجعله مسيّراً


بسام الشطي

قال أستاذ الشريعة في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية الدكتور بسام الشطي لـ «الراي»، إنّ «الشرائح تم استخدامها بالفعل منذ سنوات مع الحيوانات الأليفة لضبط كهرباء القلب والمخ، وكذلك مع بعض اللاعبين لمتابعتهم، وبعض الحالات الصحية المصابة بأمراض مزمنة»، مستدركاً بالقول «لكن هذه الشرائح التي يريدون وضعها خطيرة ودقيقة، ومؤثرة على صحة الإنسان».

وشدّد على أن «أي تركيب دخيل تحت ما يسمى بالشريحة الذكية حتماً سيؤثر على عقل وصحة الإنسان النفسية والبدنية والعقلية، لأن الله خلق في الإنسان مواد دقيقة وكريات دم تحارب الفيروسات الدخيلة والبكتيريا الضارة، فضلاً عن ما يحمله الإنسان من أفكار وأهواء وشهوات ومشاعر».

ولفت إلى أن «الترويج لهذه الشرائح يتضمن بعض المغريات، من بينها أنها ستساعد في حل الاختبارات ومتابعة الحالة الصحية ومعرفة مؤشرات المرض قبل حدوثه، وإقناع الشركات الخاصة بمراقبة ومتابعة موظفيها حتى تكون دائماً في معيتهم، وإقناع الدول بالتجسس داخل الناس إذا كانت عندهم أفكار خطيرة أو نوايا تخريبية، وأعتقد أن المروجين لها يتحدثون عن المزايا ولم يتطرقوا للمفاسد والخطر على صحة الإنسان، فضلاً عن أن هذه التجارب مكلفة جداً وخطيرة ولذلك لا يوجد أحد عنده استعداد ليضحي بنفسه لكي تُجرى عليه التجارب».

وعن الرأي الشرعي حول هذه الشرائح، قال الشطي: «لا شك أنها لا تجوز... ودرء المفاسد أولى من جلب المصالح ويحرُم العبث في مخ الإنسان وقلبه... والعبث ليكون الإنسان مُسيّراً بحيث يفقد خاصية أنه مخير في كثير من الأمور»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أنه «لا شك أن لهم مآرب أخرى وإذا سكت الناس وأهل الخبرة والاقتصاد عن الخطورة، فقد تصبح إلزامية أو يتم وضع قيود على من يرفض ويتعرض لفقدان بعض الصلاحيات، وثمة حاجة إلى أن يقوم العلماء بمزيد من الدراسات الدقيقة الأمينة والصادقة في هذا الملف».

العربي: لا أبحاث مؤكدة في شأن نتيجة ما سيتم عمله


طارق العربي

في الرأي الطبي، قال الدكتور طارق العربي لـ «الراي»، «هذه التقنية جديدة تماماً، وحتى الآن لا توجد أبحاث مؤكدة حول نتيجة ما سيتم عمله»، لافتاً إلى أنه «ثمة تساؤلات كثيرة مطروحة من بينها: هل هذا الأمر تجاري أم ثورة علمية؟ وهل الهدف هو تشغيل وظائف المخ لمن يعاني من شلل دماغي أو مشكلات في الأعصاب أم أنه إعادة للبرجمة العصبية والاستخدامات الأخرى التي تؤدي إلى تحويل الإنسان لمجرد مجموعة أنظمة (system)، وقد كان هناك مجموعة من أفلام الخيال العلمي قد أشارت لهذا الأمر من قبل».

وتابع ان «كل الاختراعات العلمية سلاح ذو حدين، إذا أحسن استغلالها أفادت البشرية وإذا أسيء استخدامها أدت إلى كوارث لا نعلم تبعاتها»، لافتاً إلى أنه «من الناحية العلمية هناك نسبة خطورة محتملة في حال تطبيق زراعة الشرائح، وبالتالي يجب أن يتم مبدئياً في دوائر مغلقة على من يعاني من مشكلات في الحركة أو النطق لإصلاح هذا الخلل».

الأستاذ: الشريحة ستجمع معلومات عن الإنسان على مدار الساعة


ناصر الأستاذ

أوضح خبير أمن المعلومات المهندس ناصر الأستاذ، في تصريح لـ«الراي»، أنه «من الناحية التقنية فإن زراعة تلك الرقاقة في أي جزء من جسم الإنسان يعني بالضرورة أنها ستجمع عنه معلومات كثيرة، وهذه المعلومات قد تساعد الإنسان في تاريخه المرضي والتنبؤ بالأمراض التي قد تصيبه»، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن «ما كنا نراه ضرباً من ضروب الخيال قبل خمس أو عشر سنوات بات واقعاً ملموساً الآن».

ولفت إلى أن «هذه الرقاقة قد تحصل على معلومات لا يريد الإنسان أن يقولها لأحد وتقوم بإيصالها للشركة المصنعة لأن الأمر يتعلق بجمع معلومات على مدار الساعة»، مؤكداً أن «هذا يفتح باب الاختراق بشكل كبير».

وأعرب الأستاذ عن تخوفه لأن «إدارة الدواء الأميركية لها تاريخ طويل وسوابق في رفض بعض التجارب، ومن ثم العدول عن هذا الرفض والموافقة عليه»، متوقعاً أن «يزداد النقاش والجدال حول الخصوصية في حال تطبيق تلك الشرائح».

العتيبي: لن يقبل الناس مراقبتهم وتحليل كل تحركاتهم


محمد ذعار العتيبي

من الناحية الحقوقية والقانونية، قال رئيس جمعية النزاهة الوطنية المحامي محمد ذعار العتيبي لـ«الراي»، إن «معظم هذه الأفكار الواعدة تُقتل في مهدها بين مرحلة التطوير ومرحلة التنفيذ، وهذه الفكرة مع أنها استثنائية، لكن نحتاج الكثير من الوقت لتطويرها وتنفيذها على أكمل وجه»، مشدداً على أنه «يجب الأخذ في الاعتبار بعض العقبات التي تخص أمن المتطوعين والمستخدمين وسلامتهم واحترام خصوصيتهم وعدم انتهاكها».

وأضاف إن «التعامل مع المسؤولية القانونية والأخلاقية التي تنبثق عن استخدام هذه التكنولوجيا المتطورة جداً يستدعي النظر بعين عميقة ومتجددة من ناحية قانونية ومدى تعارضها مع حرمة الاعتداء على النفس التي أجمعت عليها كل القوانين والتشريعات سواء المحلية أو الدولية»، معتبراً أنه «لا يمكن أن يتقبل الناس فكرة زراعة شريحة داخل أدمغتهم تراقب وتحلل كل حركة عصبية، وأن يتطور الأمر أكثر ليصل إلى التحكم في حركاتهم باستخدام أحد التطبيقات الهاتفية، فالأمر ينطوي على مخاطرة كبرى تحتاج لفترات طويلة... وتطبيقها يجب أن يكون وفق مراحل مدروسة».

مواصفات شريحة إيلون ماسك

- القطر: 2.3 سنتيمتر

- السمك: 0.8 سنتيمتر (نفس سمك الجمجمة تقريباً)

- مدة عمل البطارية المتصلة بالشريحة: يوم كامل

- طريقة الشحن: لاسلكياً طوال الليل

- طريقة التثبيت: جراحياً

عن طريق استبدال قطعة من الجمجمة

- التجارب السابقة: نجحت مع الخنازير

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي