العروض مستمرة في «أرينا 360 مول» حتى نهاية أبريل الجاري
«لا شيء أبداً كزين»... متعة المسرح الغنائي الاستعراضي
- العرض أشبه بالمسرحيات العالمية التي تقدم فوق أهم المسارح
- المسرحية ذات مضمون غنيّ ورسائل اجتماعية تربوية قيّمة يتم غرسها في نفوس وعقول الأطفال
- 7 شخصيات رئيسية تحلّق بكل حب وشغف في فضاء المسرح
... ويستمر الإبداع الحقيقي مع المسرحية الغنائية الاستعراضية «لا شيء أبداً كزين» في تقديم عروضها المميزة حتى نهاية شهر أبريل الجاري فوق خشبة مسرح «أرينا 360 مول»، بواقع عرضين في اليوم الواحد.
العرض، الذي تواجدت «الراي» في أحد عروضه، أشبه بالمسرحيات العالمية التي تقدم فوق أهم المسارح، إذ لم تخلُ أجواؤه على سبيل المثال من تحليق السحرة في الفضاء يميناً ويساراً ومن عمق القاعة إلى قلب المسرح، كما لم يغب عنها تساقط الثلوج، إلى جانب استخدام التكنولوجيا بما يتناسب مع متطلبات العرض مثل الشاشات التي توزعت في جميع الأرجاء وتم استخدامها بشكل سليم في صلب الديكور، وهو ما تحرص شركة «زين – الكويت» على أن تقدمه منذ سنوات عديدة إلى جمهورها الوفي والحريص على التواجد كل عام، حتى وصلوا اليوم إلى السنة الـ 11.
الهدف الحقيقي
«لا شيء أبداً كزين» ليس مجرد لوحات فنية يتخللها الاستعراض والغناء والحركة فوق خشبة المسرح فحسب، بل هي ذات مضمون غنيّ ورسائل اجتماعية تربوية قيّمة يتم غرسها في نفوس وعقول الأطفال من خلال الإبداع البصري والسمعي والاستعراضي، وهذا هو الهدف الأول والحقيقي من صناعة أي عمل مسرحي، إذ ما أراد صنّاع المسرحية إيصاله يتعلق بأهمية مفهوم الصداقة الفعلية والثقة المتبادلة.
بين الخير والشر
هي 7 شخصيات رئيسية تحلق بكل حب وشغف في فضاء المسرح، استطاع الفنانون أن يتعايشوا معها باحترافية، فانقسموا إلى قسمين لناحية السمات، اثنتان منها جسدتا الجانب الشرير، وهما ليلى عبدالله من خلال تقديم شخصية الساحرة «شررة» التي تبحث عن حذاء السحرة بعدما أخذته منها «زين»، وقد أصبحت ذات طباع شريرة بسبب التنمر الذي تعرضت له في المدرسة، وعبدالسلام محمد من خلال تقديم شخصية الساحر العملاق.
أما الشخصيات الخمس الباقية، فهي تجسد الجانب الطيب، وتقدمها حلا الترك بشخصية «زين» الفتاة الباحثة عن الوطن والأمان، فتجد المساعدة والدعم من فاطمة الصفي بشخصية «شجرة التفاح» التي تُمثل العطاء والاحتواء، وحمد أشكناني الذي يجسد شخصية «قطعة من الخردة»، وحنين حسين التي تجسد شخصية «فزاعة القش»، وختاماً طلال سام الذي يجسد شخصية «الأسد الجبان».
وعلى مدار فصول المسرحية، التي تدور في 75 دقيقة، يتسمر الحاضرون على مقاعدهم من الكبار والصغار، مندهشين مما يُقدم فوق الخشبة، من إبهار يُغلف قصة جميلة تبعث برسالة هادفة.
حريصون على التطوير
تحدث الرئيس التنفيذي للعلاقات والاتصالات في «زين الكويت» وليد الخشتي لـ«الراي» قائلاً: «شكراً لكل الجمهور على التزامهم الدائم معنا في حضور عروضنا، وأتمنى أن يكونوا فعلاً قد استمتعوا طوال 75 دقيقة برفقتنا من خلال أحنّ عرض مسرحي جديد ومختلف».
وأضاف: «هذه السنة الحادية عشرة التي نقدم فيها عرضاً غنائياً استعراضياً للأطفال، والحمد لله حظينا طوال هذه المدة بالتوفيق، فنحن حريصون على التطوير كل عام بالعمل المسرحي من جميع النواحي، ونعدكم بالأفضل والجديد والتميز كل عام جديد».
«عائلة واحدة»
قالت المؤسس لشركة «joy productions» المنفذة للعمل والمشرف العام على المسرحية مي الصالح: «حياكم الله في أحنّ عرض مسرحي المستوحى من القصة العالمية (The Wizard of Oz)، إذ استطاعت الكاتبة هبة مشاري حمادة بطريقتها الجميلة معالجة القصة بعد ان لمست ما يحتاجه الناس في الفترة الحالية وهي الصداقة والثقة، في حين جسدها الملحن إيهاب عبدالواحد الذي نتعاون معه للمرة الأولى بألحان تلامس القلب، أيضاً وللمرة الأولى نتعاون مع الملحن والموزع الموسيقي أحمد طارق يحيى الذي سجّل قام بتسجيل الأوركسترا في براغ واضعاً فيها الروح الكويتية.
ولا أنسى المخرج اللبناني سمير عبود الذي قدم لنا مسرحاً دائرياً من أربع مراحل يصل إلى الجمهور، ليشعر الحاضرون أننا فعلاً عائلة واحدة، وهذا هو بيت زين الذي تجتمع به مع جمهورها».
وتابعت: «فرحتنا تكاد لا توصف، لأن الجمهور ينتظرنا ويسأل دوماً، متى يعود مسرح «زين» كل عام، لذلك حرصنا على أن نقدم لهم ما يليق بشغفهم، فنحن نحاول كل سنة أن نتفوق على أنفسنا عما قدمناه في السابق».
«الجمال في الرحلة»
رأت الكاتبة هبة مشاري حمادة، أن «حنيّة العرض من منطلق أننا بعد كل عرض نقدمه، نثبت فكرة أن (زين) هي إنسان مثلنا تحنّ للوطن ويرممونها الأصدقاء وبيتها المسرح. أما اختيار الرواية التي اقتبست منها المسرحية، جاء بالتعاون مع مي الصالح، لكن جاءت بالتوقيت المناسب لأننا فعلاً في بعض الأحيان نحتاج لإحاطة أنفسنا بالأشخاص الذين نحبهم كي نصل إلى الأماكن التي نرغب فيها، فالفكرة بالمختصر أن الجمال يكمن في الرحلة، وليس بالمكان الذي نصل إليه».
«المسرحية مختلفة»
قال المخرج سمير عبّود «عملنا على تسخير كل عوامل التكنولوجيا لصناعة هذا العمل»، موضحاً في السياق ذاته أن «كبر مساحة المسرح تعني بذل مجهود أكبر على الأصعدة كافة».
وأضاف: «سعيد بتفاعل الجمهور مع كل عرض، فالمسرحية هذه السنة مختلفة في بعض الأمور، منها الخشبة والإضاءة وغيرهما، لكن الأهم أننا نسعى إلى أن نقدم لجمهور الكويت وجمهور (زين) على وجه التحديد مسرحية ذات مضمون ومعنى من خلال كلمة تصل إلى قلب كل طفل وحتى الكبار المرافقين لأبنائهم».