أكد أن لبنان يستطيع أن يعود لجمع اللبنانيين ويحظى بثقة الأشقاء

السنيورة لـ «الراي»: الكويت اختصرت كل الحلول بمبادرة تبني موقف خليجي لعلاج الأزمة اللبنانية


فؤاد السنيورة
فؤاد السنيورة
تصغير
تكبير

- النموذج الإيراني فشل في العراق واليمن وسورية... ولن ينجح في لبنان
- لنبعد لبنان عن أن يكون ممراً للأفيال أو ساحة للقوى الباحثة عن التقاتل

شدّد رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة، على أهمية مبادرة الكويت لتبني الموقف الخليجي لإخراج لبنان من أزماته السياسية المتجذرة منذ سنوات عدة، والتي تولاها وزير خارجية الكويت السابق الشيخ الدكتور أحمد الناصر.

وقال السنيورة لـ «الراي» إن «المبادرة الكويتية الخليجية اختصرت الكلام كما ينبغي، بالعودة للدستور واتفاق الطائف، واحترام لبنان للعلاقات مع الدول العربية، والتزاماته الدولية وشق طريق الإصلاح، بعد أن عانينا الأمرين طوال هذه السنوات».

وأضاف «منذ 48 سنة ونحن نعاني من الحروب التي شنت على لبنان من الداخل والخارج وتعرضنا الى 6 اجتياحات إسرائيلية.. فأي بلد يستطيع تحمل ذلك؟، ومع ذلك صمد لبنان بدعم من أشقائه ومن قرار اللبنانيين في تحقيق ذلك»، مؤكدا أن مبادرة الكويت مهمة والعودة إليها هي من الأساسيات، بدلاً من الدخول في مزالق وأزقة سياسية تأخذ لبنان بعيداً عن مصالح أبنائه وتضيّع بوصلته.

ورداً على تساؤل بخصوص ترشح سليمان فرنجية، وتكرار نفس المشهد السياسي منذ 7 أو 8 سنين، على غرار مرشح حزب الله الرئيس ميشال عون، الذي لم يصدق شيئاً مما كان قبل الترشح، اختصر السنيورة الأمر بقوله «المثل يقول: (اللي جرب المجرب كان عقله مخرّب) وعندما لجأنا له كانت النتيجة المزيد من الوبال. والرئيس ميشال عون تنبأ بأننا ذاهبون إلى جهنم، وهو أخذنا بالفعل إليها، لكن علينا تصحيح البوصلة كما يجب أن تكون وأعتقد أنه بعد هذه التجربة لا يمكن ارتكاب خطيئة إضافية لا يحتملها لبنان».

وتطرق إلى المخرج من الانهيار اللبناني الحادث، فأفاد بأنه «حتى نكون واضحين، هناك مواقف حادة وظروف دفعت عدداً من اللبنانيين إلى أن يكون قرار لبنان بيد القوى الباحثة عن ساحات للتقاتل، وعلينا الابتعاد عن ممرات عبور الأفيال... والمخرج الآن هو في تمكين لبنان من الصمود، لأننا وصلنا لمرحلة وظروف إقليمية ضاغطة باحثة عن ساحات لتجربة كل قوى لقواها، وأيضا الضغوط الداخلية لعرض نماذج أخرى منها النموذج الإيراني»، مشدداً على أن «النموذج الإيراني لا يمكن أن نصفه بالنموذج الناجح. فلم ينجح في العراق ولا سورية ولا اليمن، ولن ينجح أيضا في لبنان، فنحن بحاجة إلى وقوف الأشقاء العرب مع لبنان والشعب اللبناني، للصمود أمام هذه الهجمة وليس تركه وحيداً».

واكد أن «لبنان يستطيع أن يعود لجمع اللبنانيين ويحظى بثقة الأشقاء العرب، فلبنان طول عمره يحرص على أن تكون علاقاته طيبة ووثيقة بكل الإخوة العرب لا مصدر خلاف أو مشكلات معهم».

الدستور... بدل التعنّت والتعطيل

اعتبر السنيورة أن «المرحلة الراهنة شهدت ارتكاب الكثير من الأخطاء الكبيرة في لبنان، ناتجة عن محاولات التعطيل، رغم أن الممارسات السياسية والانتخابات كانت تتم وفق الدستور اللبناني حتى عام 2005، وتم الاختيار بناء على هذا الدستور لا تعطيل الحياة السياسية بسببه.

أما تسلط الأقلية على الأكثرية الذي ابتدع خلال السنوات الأخيرة، فقد جعلنا غير قادرين على تشكيل حكومة»، مؤكداً«أهمية العودة للدستور، بدل الذهاب إلى التعنت وجر لبنان إلى مواقع لا يوجد فيها مصلحة له ولا للبنانيين، فلبنان جزء من العالم العربي واتفاق الطائف أكد أمرين مهمين هما: نهائية الكيان اللبناني وعروبته، ووجود الدولة اللبنانية لا أن تصبح بيد الميليشيات التي تسلبها قرار الحكم».

«السنّة»... صمغ اللوحة الفسيفسائية اللبنانية

شخّص السنيورة المسار السياسي الراهن، وواقع الحالة السنية المتفرقة في لبنان، مقابل توحد الكتل الشيعية والمسيحية هناك، فاستشهد بكلمة قالها في عام 2009، عندما كان رئيساً للحكومة، وفي إفطار رمضاني في دار الأيتام الإسلامية وغالبية الجمهور من السنة والجماعة، حيث قال «نحن لسنا طائفة، ولا نريد أن نكون، ويجب ألا نخاف من التعامل مع العالم، ولكن لا نريد أن نخيف العالم»، فقال«باعتقادي أن أهل السنة والجماعة في لبنان هم أكبر مجموعة ممتدة على كامل الأراضي اللبنانية، ولهم امتدادات داخل العالمين العربي والإسلامي، وعليهم الابتعاد عن التصرف بالعقل الأقلوي، وأن يتصرفوا كأنهم الصمغ الذي يجمع قطع اللوحة الفسيفسائية اللبنانية، فإن لم يتماسك الصمغ يؤدي باللوحة اللبنانية المتنوعة الجميلة لتتحول لحبات من الحصى والحجارة بلا قيمة، فقيمة لبنان هي في التنوع وقبول الآخر».

حلول يائسة... الفيديرالية والتقسيم

أشار السنيورة إلى أن «قداسة البابا يوحنا بولس الثاني عندما زار لبنان في عام 1995، أكد أن لبنان هو رسالة لأهله ولمحيطه والعالم ورمز للعيش المشترك، كما قال سبحانه وتعالى:(يأيها الناسُ إنا خلقناكم من ذَكر وأُنثى وجعلناكم شُعوباً وقبائلَ لتعارفوا إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم...) لقبول الآخر وهذه هي قيمة لبنان ليستمر بلعب هذا الدور الذي يحاولون تصغيره».

وأضاف «مثلما صغّروا وقزّموا دور رئيس الجمهورية، كأنه باحث عن توظيف أفراد ووصلوه لمرحلة انه يأخذ حصته (كموظفي الأحراج) وليس موظفين بوزارة، وتقزيم لبنان بطرح حلول يائسة بما يسمى بالفيديرالية والتقسيم، وهذا كله خسارة للجميع، لكن علينا عدم مغادرة الفكرة النبيلة التي قام عليها لبنان، وأن نحافظ عليه، وأعتقد انه لم يأت إلى الآن الشيء الذي يجبر اللبنانيين عن التراجع عن فكرة لبنان».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي