No Script

إطلالة

أفق التخبط في إسرائيل

تصغير
تكبير

سنوات، وأنا أكتب عن القضية الفلسطينية وتهويد القدس، ولم أجد تطوراً إيجابياً سوى المزيد من عملية الاستيطان الإسرائيلي بجميع أشكاله، واليوم رغم الجهود الإقليمية والدولية التي تقودها الولايات المتحدة بهدف منع خروج الأوضاع في الأراضي المحتلة عن السيطرة إلا أن أعمال العنف لاتزال دامية، والتي أجّجها وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، حينما قرّر بمواصلة هدم منازل الفلسطينيين بالقدس الشرقية خلال شهر رمضان المبارك رغم حساسية شهر الصيام لدى المسلمين، بل أمر هذا المتطرف الشرطة الإسرائيلية بالاستعداد لتنفيذ المزيد من عمليات الهدم الواسعة للمنازل الفلسطينية تحت حجة منازل مقامة من دون تراخيص! تحت نظرية «لا ينبغي للمرء أن يخضع للمخالفين على القانون بسبب حلول شهر رمضان تماماً مثلما لا نتهاون في تطبيق القانون خلال أعياد اليهود، فهناك تعليمات من بن غفير لا تبشّر بخير رغم التحذيرات التي أطلقها رؤساء الأجهزة الأمنية».

في حين مصادر من السلطة الفلسطينية تُحذّر من تصريحات الفاشي بن غفير من شأنها إشعال المزيد من الحرائق في ساحة الصراع، خاصة أنها تندرج في إطار ما تتعرّض له القدس اليوم من عمليات تهويد وأسرلة واسعة النطاق، فما يجري الآن ضد الشعب الفلسطيني هو إرهاب دولة منظّم وممنهج ويتم تنفيذه بيد المستوطنين من خلال أدوات قذرة عدة، ومنها فرض قوات الاحتلال الإسرائيلي قيوداً على وصول الفلسطينيين من الضفة الغربية لمدينة القدس لأداء الصلاة في يوم الجمعة برمضان في المسجد الأقصى، وتعزيز التواجد بالمعابر للتدقيق في هويات الفلسطينيين ورفض دخول بعضهم من دون أسباب مقنعة، ولكن استطاع 100 ألف فلسطيني أداء صلاة الجمعة بالأقصى رغم القيود المفروضة عليهم، ولذلك تبحث المؤسسة العسكرية الإسرائيلية منع اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى خلال العشر الأواخر من رمضان، فقد كان اعتكاف المصلين بالأقصى قريباً من السابع من عيد الفصح اليهودي وبالتالي تدعم الشرطة إغلاق المسجد بوجه المستوطنين خلال هذه الفترة بينما لايزال وزير الأمن القومي بن غفير يُعارض ذلك بشدة لأسباب متطرفة، وخلال مشاوراته مع رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو يُطالب بزيادة أيام اقتحام المستوطنين للمسجد الأقصى في رمضان بالذات، كما يشتعل التوتر في رمضان لتقاطع الشهر آخر 3 سنوات مع عيد الفصح، الذي يقتضي حسب الشريعة اليهودية ذبح القرابين بالأقصى، فيزداد التوتر الأمني أكثر من أي وقت آخر.

إن تواجد آلاف المسلمين بالمسجد الأقصى في شهر رمضان دليل على قوة الإيمان ويكذّب رواية إسرائيل الواهمة للعالم كله بان الأقصى تحت سيطرة الاحتلال.

فيما قال خطيب المسجد الأقصى الشيخ عكرمة صبري إن تزامن اقتحامات المستوطنين المتطرفين للمسجد الأقصى بالأعياد اليهودية سياسة «جديدة - قديمة» تسعى من خلالها هذه الجماعات المتطرفة لإيجاد وجود لها داخل ساحات الحرم الشريف بينما الأقصى حق خالص للمسلمين وحدهم فقط لا شريك لهم فيه، ومهما دارت الأيام فإن المخططات التهويدية بحق الأقصى حتما ستفشل...

نعم، إن ما نشاهده هذه الأيام يدل على تخبط واضطراب في نظام الهيمنة الإسرائيلية... ومن شأن ذلك أن يقودها إلى التهلكة.

ولكل حادث حديث،،،

alifairouz1961@outlook.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي