«الدراما المحلية لا تركّز على الموسم الرمضاني»
أسعد رشدان لـ «الراي»: الكل نجوم ولكن الفرص تلعب دورها
أطلّ الممثّل اللبناني أسعد رشدان في مسلسل «أسماء من الماضي» الذي شارك في المنافسة الرمضانية وحظي بنسبة مشاهدة عالية كونه ينسجم مع ذوق المُشاهِد اللبناني.
رشدان أوضح أيضاً أنه يصوّر مسلسلاً في تركيا كما يشارك بدور مهمّ في مسلسل «الزيتونة»، كذلك تحدث عن الأجور ومشاركة الممثلين اللبنانيين في الدراما المشتركة وعن الممثل الأفضل عربياً.
* لماذا اكتفيتَ بالمشاركة في مسلسل واحد في رمضان مع أن غالبية النجوم في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة يجدون أنفسهم مجبَرين على التواجد في أكثر من عمل؟
- أشارك في مسلسل واحد هو «أسماء من الماضي» ولكنني أصوّر حالياً مسلسلاً في تركيا يتألف من 90 حلقة بالإضافة إلى مسلسل آخَر من 60 أو 70 حلقة من إنتاج ايلي معلوف اسمه «الزيتونة».
* يبدو أن اللبنانيين ينتظرون مسلسل «الزيتونة» كونه يذكّرهم بفتره معينة من تاريخ لبنان غير البعيد؟
- هذا صحيح والمسلسل أكثر من رائع.
* كيف تقيّم مستوى مسلسل «أسماء من الماضي» في ظل المنافسة الكبيرة جداً في الموسم الرمضاني 2023؟
- أنا لا أتابع، ولا يمكنني أن أعطي رأيي بعمل أشارك فيه، سواء من ناحية التمثيل أو الإخراج، ولكنني أؤدي دوري بالشكل المطلوب مني، وقد وافقتُ على المشاركة في مسلسل «أسماء من الماضي» لأنه مرتبط بمشاركتي في مسلسل «الزيتونة»، ولكنه لم يكن شرطاً بل قيل لي «بدك تمرّق هيدا» وأنا وافقتُ لأن دوري في «الزيتونة» من أهمّ الأدوار المكتوبة في المسلسل.
* يعني نوع من المسايرة؟
- هذا الأمر يحصل في أي «بزنس» وفي النهاية «نحنا بدنا نعيش» ولسنا في وضع يسمح لنا بـ«الغنج»، مع أنني أفعل ذلك قليلاً. لديّ راتب تقاعدي من أميركا وهو كان يريحني إلى حد ما من الناحية المادية، ولكن الوضع تغيّر وصرنا بحاجة لـ 100 دولار كمصروف يومي في لبنان لأن الليرة فقدتْ قيمتها. وحالياً أصوّر في تركيا مسلسلاً من إنتاج «أم بي سي» وأتقاضى أجري «كاش» وبالدولار.
* ولكن يقال إن العمل في تركيا صعب جداً وخصوصاً أن فترة التصوير تمتد لتسعة أشهر؟
- هذا غير صحيح. نحن ننزل في فنادق خمس نجوم، وخلال ساعة ونصف نصبح في تركيا. وأنا كنتُ فيها من 1 حتى 15 ابريل، والتصوير هو 3 أيام فقط والفترة الباقية أمضيها «آكل شارب نايم مع مصروفي» والأجْر ليس بقليل. وهذا يدلّ على أن هناك حداً أدنى من الإحترام للممثل، أما في لبنان فإنني أعمل مع شركتي «إيغل فيلمز» و«الصباح» بشكل دائم «ويكتر خيرهم وماشي الحال» ولكن كان الله في عون الشركات التي لا تدفع «كاش».
* في شكل عام هل ترى أن الدراما اللبنانية المحلية جديرة بالمنافسة وخصوصاً أن المنتجين اللبنانيون الذين يقدمونها يعتبرون أنها دراما جيدة وتحظى بمتابعة عالية من الجمهور اللبناني؟
- الدراما المحلية لا تركّز على الموسم الرمضاني. مسلسل «أسماء من الماضي» لم يكن عملاً للموسم الرمضاني، وعُرضت 30 حلقة منه قبل حلول شهر رمضان المبارك. وبالنسبة للمنتجين الأقوياء في لبنان، فهم يدفعون ملايين الدولارات على الإنتاجات المشترَكة ويقومون بتسويقها للمنصات ولمحطات التلفزيون العربية، ويحضّرون أعمالاً خصيصاً للعرض الرمضاني ويبدأون بالعمل قبل ستة أو سبعة أشهر من بدء الشهر الفضيل، وهناك الكثير من الإنتاجات اللبنانية المشتركة التي تنافس في هذا الموسم.
أما بالنسبة إلى الإنتاجات المحلية فهي لا تستطيع المنافسة بسبب ضعف الإمكانات المادية ولكنها تنافس بالقِصة، وغالبية ربات البيوت في لبنان يفضّلن متابعة «أسماء من الماضي» بالرغم من بساطته على متابعة تعقيدات «للموت»، وأنا لا أنتقد «للموت» لأنه عمل متقن على كافة المستويات، ولكن عندما يقال إن «أسماء من الماضي» يتفوّق عليه على مستوى نسب المتابعة فهذا كلام حقيقي.
ومع احترامي وتقديري للكاتبة نادين جابر فإن قصة «للموت» لا تنسجم مع أجواء وذوق العائلة اللبنانية، لأن مَن يشاهد الدراما، ليس المهندس ولا عالم البيئة ولا الطبيب بل جدّتي وأمي وزوجتي وأختي، أما أنا فأفضّل «للموت» والانتاجات المشتركة. الى ذلك، فإن هناك متابعة كبيرة للدراما التركية.
* وما اسم المسلسل الذي تشارك فيه في تركيا؟
- «من الداخل» وهو معرّب عن مسلسل تركي معروف.
* هل ترى أن الدراما المشتركة أنقذت الممثل اللبناني؟
- بل أن المنتج هو مَن يتحكّم بالمعلن ويقدّم نوع الدراما التي يريدها. الحمد لله في ظل الظروف الصعبة التي نعيشها فإن الممثلين قادرون على الاستمرار، وفي المقابل هناك ممثلون في بيوتهم منذ أكثر من 10 سنوات، ومَن يعملون لا يتعدى عددهم ثلاثة أو أربعة ممن كانوا يقدّمون أدوار الفتى الأول والذين تراوح أعمارهم حالياً بين الـ 40 والـ 50 عاماً.
ولا يوجد ممثل لبنان عمره 25 عاماً يشارك في الدراما المشتركة أي ممثل لبناني ويلعب أدوار الفتى الأول. كم تبلغ أعمار باسم مغنية وبديع أبو شقرا وطلال الجردي! أنا أصبحتُ في السبعين.
أما بالنسبة للممثلات فإن الوضع مختلف تماماً بسبب عمليات التجميل. والممثلون الرجال يخضعون للتجميل أيضاً، ولكنني شخصياً أتمسك بتجاعيد وجهي ولون شعري ومَن يعجبه أهلاً وسهلاً به.
الدراما تحتاج إلى ممثلين من كل الأعمار وليس إلى الجيل الشاب فقط، وفي أميركا لا يزالون حتى اليوم ينتجون أفلاماً ومسلسلات لممثلين في مثل عمري.
* في رأيك مَن هو أهم ممثل عربي؟
- نحن بزمن فيه الكثير من المواهب المهمة التي تملك أيضاً الثقافة والعلم والقدرة على تطوير الذات، كل ممثل هو نجم. في لبنان هناك باسم مغنية وطلال الجردي وبديع ابو شقرا.
* وعربياً؟
- هناك أيمن زيدان وهو يقاربني عمراً ومن الشباب هناك تيم حسن وقصي خولي وباسل خياط والأمر نفسه ينطبق على الممثلين المصريين والعراقيين.
لا يوجد ممثل أفضل من غيره. الكل ممثلون والكل نجوم ولكن الفرص تلعب دورها عندما تصل إلى ممثل أكثر من غيره.
أنا وطلال الجردي نتشارك في مسلسل «من الداخل» وهو سيطلّ في 70 أو 80 حلقة منه بينما أنا سأطل في 7 أو 8 حلقات وهذا يعني أنه سيَبرز أكثر مني وهو يمكن أن يتقاضى مثلاً 100 ألف دولار وأنا 20 ألف دولار، ولكن أحياناً يمكن أن يحصل العكس في مسلسل آخّر، وهذا ليس مقياساً بأنه أفضل مني كممثل أو العكس.
مثلاً تيم حسن كان بطل «الهيبة» ولو أن عابد فهد كان مكانه لكان حظي بنفس النجومية.
وهذا يعني أن كل شيء يرتبط بالحظ والفرص شرط أن يكون العمل مكتوباً ومنفَّذاً بشكل جيد على كافة المستويات، كما حصل مع قصي خولي في مسلسل «2020» الذي كان وقتها هو نجم الموسم، وكما حصل مع تيم حسن في «الهيبة».