No Script

من الخميس إلى الخميس

قادتنا ومؤسسة الفكر العربي... الحلم والواقع

تصغير
تكبير

مؤسسة الفكر العربي، هي مؤسسة دولية أهلية مستقلة عمرها نحو ثلاثة وعشرين عاماً، تعمل على تنمية الاعتزاز بثوابت الأمة العربية ومبادئها وقيمها وأخلاقها بنهج الحرية المسؤولة. وقد اعتمدت هذه المؤسسة الفكرية مشروع بحث مهم جداً انتهى ببيان مهم من قادة فكرعرب قالوا فيه:

(إن المجتمعين في ملتقى «لننهض بلغتنا» المنعقد في 11 من المحرم 1434هـ الموافق 25 نوفمبر 2012م في مدينة دبي، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، رئيس مؤسسة الفكر العربي، وأصحاب المعالي وزراء الثقافة العرب، ورؤساء المجامع اللغوية في الدول العربية، ونخبة من رموز الفكر والثقافة وخبراء اللغة يستنهضون همّة الأمة في ما آلت إليه حال لغتها.

ويشددون على أن (اللغة العربية مكوّن أصيل من مكوّنات هوية الأمة، ورمز خالد لانتماء أبنائها وهي التي تمثل ذاكرتها الثقافية والحضارية، وقد أسهمت من خلال حركة الترجمة المتبادلة في إثراء قيم الحوار والتقارب بين الشعوب). هذا جزء من ذلك البيان المهم.

وقد أكّد على هذا المفهوم قادة خليجيون دعوا إلى التمسك بثقافة أمتنا وحضارتها ومنهم سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، الذي كرّر مراراً أهمية المحافظة على قيمنا، والعمل على التمسك بها.

من ناحية أخرى، فما زلت أذكر كلمة الأمير خالد الفيصل، رئيس مؤسسة الفكر العربي، في مؤتمر فكر 13 في المغرب حين دعا إلى استفاقة عربية واسعة تنبذ الجهل والتخلف، كما ندّد بالتناحر الذي أنسى العرب أهم قضاياهم.

إن المتابع لمؤسسة الفكر العربي يمكنه ملاحظة ما يلي:

أولاً: إنها تُقاد من نخبة عربية قوية لديها فكر طموح، وتملك إمكانات كبيرة سواء من المصادر البشرية أو المصادر المالية.

ثانياً: إنها عقدت ستة عشر مؤتمراً (واحد أُلغي بسبب السياسة في لبنان) منها تسعة مؤتمرات في دول مجلس التعاون، آخرها كان في الظهران قبل جائحة كورونا، وهذا يعكس جدّية هذا العمل لا سيما إذا عرفنا أن متوسط عمر التجمعات الفكرية العربية لا يزيد على سبع سنوات.

ثالثاً: ان المؤسسة تحظى بدعم قوي من الطبقة المثقفة العربية بدليل اتساع المشاركات وتنوعها من مختلف أقطار العالم العربي.

إذاً، نحن اليوم نمتلك أداة فاعلة لتقوية طموحات شعبنا العربي، إنها أقرب إلى طوْق النجاة الوحيد الذي يُلقى إلينا ونحن على وشك الغرق وسط بحر هائج، فما هو موقفنا منها؟ هل نتخاصم حولها ونترك الدولة العميقة المتربصة بأمتنا أن تُفشلها بالتنظير، وبالتالي تُصبح هذه المؤسسة الواعدة بعيدة عن واقعنا كما ابتعد غيرها أم نتمسك بها ونستغل قيمها التي تنادي بها لتصبح هي الصرخة المقبلة لأمتنا؟

ما أجملها من صرخة، صرخة الاعتزاز بثوابت أمتنا وفق الحرية المسؤولة، صرخة تصل إلى أعماق جذورنا التي أصابها العطش لتسقينا من جديد الأمل في وحدة فكرية كادت تُنسى.

رابعاً: ان المؤسسة تحتاج إلى ممارسات واقعية على أرض الواقع وأن تبتعد عن استعراض القدرات الفكرية، وهذا يتم إذا وجد مثقفو العرب واقعاً جديداً، فعلى سبيل المثال لو تبنّت المؤسسة قضية تعريب العلوم، كما تبنّاها اتحاد الأطباء العرب وشكّل لها لجنة واعدة، لو حدث هذا التعاون وأنتج خطة عمل واقعية فسوف ينجحون في إيجاد جامعات عربية في دول الخليج تُدرّس العلوم باللغة العربية، لو نجح هذا التحالف وبدعم من قادتنا لتحقيق هذا الهدف الكبير عند ذلك سيكون لدينا واقع جديد، وسيتبع ذلك تحقيق أحلام معطّلة، وسيجد المشاركون أنفسهم صانعين لتاريخ جديد لأمة العرب، لا سيما في وجود قادة كبار في بلادنا الخليجية ومنها الكويت، قادة نتأمل منهم دفع عجلة حضارتنا التي لن يحملها سوى لغتنا، إنه حلم ولكنه ليس ببعيد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي