على الهواء

مصر تنزع التاريخ الهجري من شهر رمضان

تصغير
تكبير

عادت مصر، إلى وضع شهر رمضان في التقويم الميلادي، هكذا تقول رمضان 2023.. فقلّدتها قنوات عربية فنزعت رمضان من التقويم الهجري.

كل عام أكتب هذه الظاهرة، ولا حياة لمَنْ تنادي.. هكذا ضيعنا رمضان لنزعه من الشهور الهجرية.. إعلامنا المرئي، والمسموع يجري وراء ما يُشاع، الإعلام بقنواته يقلّد بعضه... الأسر تُخرج أبناءها من المدارس العربية إلى الاجنبية... هذا جيد لأن الانكليزية والفرنسية وغيرهما من اللغات، لمواكبة اللغات التي تقود الحضارة.. أما نزع رمضان من التقويم الهجري إلى الميلاد الغربي، فهذا نكران للتقويم الهجري وسرعان ما ينتشر الخطأ في أجهزة الإعلام.

نعلم أن الكويت ودول الجوار كانت مرتبطة بالتقويم الهجري حتى مصر في الأربعينات وقبلها، ولما جاءت البعثات التعليمية المصرية وضعت التقويم الميلادي وتبعتها مدارسنا والهيئات الحكومية... ماذا جرى الآن في قلب المفاهيم.. بربط رمضان بالتقويم الميلادي ليس من الآن بل منذ سنوات، وكتبت عن ذلك في حينه رمضان 2000، ورمضان 2010 وهكذا حتى الآن رمضان 2023.. وقنواتنا استجابت للخطأ.

أذكر أن بلديتنا نبهت اصحاب المحلات التجارية بعدم رفع لوحات تحمل جملاً وعبارات أجنبية لفترة من الزمن، وعادت الآن لخلط الكلمات العربية بالأجنبية حتى صار شهر رمضان عندهم ضمن الشهور الميلادية.

لا بأس من التوثيق الزمني في العهود والمواثيق كالجوازات، وأوراق تمليك الوثائق العقارية... حتى في التعليم المدرسي وأن يُكتب في الجرائد والمجلات التاريخان الهجري والميلادي معا، ونذكر بهذه المناسبة شيخنا الجليل الدكتور صالح محمد العجيري.. الذي وثّق تقويم البلاد والدول المجاورة.

ولعل مَنْ جاء خلفه يسير في نهجه العلمي.

سألت يوماً المرحوم العجيري هل يجوز لقارئي النشرات الجوية في الإذاعة والتلفزيون أن يطلقوا على أنفسهم فلكيين والواحد منهم فلكي؟ استشرت المرحوم صالح العجيري في حياته فقال هؤلاء يترصدون الأنواء الجوية من أجهزة الكمبيوتر حتى التلفون المحمول يفي بالحاجة.

والمفروض لمَنْ يقرأ الحالة الجوية أن يكون راصداً جوياً وليس بفلكي.. لأن الفلك ما كان في السماوات، وما في الأرض راصد للانواء والأحوال الجوية.

رحم الله صالح محمد العجيري لما أعطى وما وهب.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي