رسالتي

هل فعلاً السكوت من ذهب؟

تصغير
تكبير

مقولة قديمة كثيراً ما نسمعها وهي (إنْ كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب)، فهل فعلاً السكوت دائماً من ذهب؟

بلا شك، أن هذه المقولة ليست صواباً على الدوام، يقول الرسول صلى الله عليه وسلم «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلْيَقُل خيْراً أو لِيَصمت»، ففي الحديث بيان بأن قول الخير والحق والصواب مقدم على الصمت.

فالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتقديم النصيحة، والدفاع عن عرض أخيك المسلم، وشهادتك بالحق، والسعي في الإصلاح بين الناس خيرٌ من الصمت.

يقول ابن عبدالبر: «الكلام بالخير من ذكر الله وتلاوة القرآن وأعمال البِرّ أفضل من الصمت، وكذلك القول بالحق والإصلاح بين الناس».

ونُقِل عن الإمام ابن تيمية قوله: «فقول الخير وهو الواجب أو المستحب خير من السكوت عنه».

ويروى أن بعض القوم تذاكروا عند الصحابي الأحنف بن قيس: أيهما أفضل الصمت أو النطق؟ فقال: «النطق أفضل لأن فضل الصمت لا يعدو صاحبه، والمنطق الحسن ينفع به من سمعه».

ومعارضة الظلم والإنكار على فاعله أفضل من الصمت، وقد روي في الحديث أن النبي عليه الصلاة والسلام سُئل: أي الجهاد أفضل؟ فأجاب: «كلمة حقٍّ عند سلطان جائر».

وجاء في حديث آخر: «سيد الشهداء حمزة بن عبدالمطلب ورجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله».

يقول الإمام ابن تيمية رحمه الله: «والصمت عمّا يجب من الكلام حرام».

وعند العلماء قاعدة تقول: «لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة».

ومن الأقوال المشهورة «الساكت عن الحق شيطان أخرس».

فهل ما زلت يا صديقي ترى أن «السكوت من ذهب» في كل الأحوال؟

Twitter: @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي