No Script

الأرض والمياه والتغير المناخي أبرز أسبابها

بوادر أزمة أرز عالمية تلوح بالأفق وتوقعات بارتفاع الطلب 30 في المئة

تصغير
تكبير

تنتج آسيا 90 في المئة من الأرز العالمي وتستهلكه تقريباً، ويحصل الآسيويون من تناول الأرز على أكثر من ربع سعراتهم الحرارية اليومية.

وتفيد تقديرات الأمم المتحدة بأن الشخص الآسيوي يستهلك في المتوسط 77 كيلو غراماً من الأرز سنوياً، أي أكثر مما يستهلكه في المتوسط الشخص الأفريقي والأوروبي والأميركي مجتمعين.

وفي حين يعتمد مئات الملايين من المزارعين الآسيويين على زراعة الأرز، فإن العالم يواجه ملامح أزمة في عرض هذه المادة، حسب مجلة «إيكونوميست».

فالطلب في تصاعد بينما المحاصيل على حالها، والأرض والمياه واليد العاملة التي يتطلبها إنتاج الأرز باتت أقل توافراً، ولكن التهديد الأكبر يكمن في التغير المناخي، فدرجات الحرارة المتزايدة تسبب ذبولاً لنباتات الأرز التي تواجه أيضاً خطر الفيضانات المتكررة.

ولكن إنتاج الأرز ليس مجرد ضحية للتسخين الكوني بل مسبب رئيس له، لأن حقول الأرز تطلق الكثير من غاز الميثان في الجو وهو أحد الغازات القوية المسببة لظاهرة الانبعاث الحراري.

ولذلك فإن المحصول الذي غذى نشوء 60 في المئة من سكان العالم بات مصدراً لانعدام الأمن والتهديد.

وتضيف المجلة أن الطلب المتصاعد يفاقم المشكلة، فبحلول 2050 سيكون عدد سكان أفريقيا ارتفع من 1.4 مليار الى 2.5 مليار، أما عدد سكان آسيا فسيكون ارتفع من 4.7 مليار إلى 5.3 مليار.

ومن المتوقع أن تؤدي الزيادة، حسب مجلة «نيتشر فود»، إلى ارتفاع الطلب على الأرز بنسبة 30 في المئة، ولكن هنالك تراجعاً في إنتاجية آسيا من الأرز.

فحسب أرقام الأمم المتحدة بلغ متوسط الزيادة السنوية لمحصول الأرز خلال العقد الماضي 0.9 في المئة فقط بعد أن كان 1.3 في المئة خلال العقد الذي سبقه. وكان التراجع أكثر حدة في جنوب شرقي آسيا حيث تستورد إندونيسيا والفيلبين حالياً كميات كبيرة من الأرز.

وشهدت ستينات القرن الماضي ما يعرف بالثورة الخضراء، وطوّر المعهد الدولي لأبحاث الأرز فصيلة جديدة منه بهدف زيادة محصوله. ومع تزايد انتشار استخدام الفصيلة الجديدة ارتفعت الإنتاجية الأمر الذي جعل الأرز محصولاً أكثر جاذبية ما أدى إلى تكريس مزيد من الموارد له.

ورغم أن الفصيلة الجديدة كانت تتسم بمرونة أكبر للظروف المناخية وبقلة اعتمادها على المياه فإن التوسع المديني وتقسيم الحقول سببا تقلصاً في ملكية الأراضي.

فبين 1971 و2016 تقلص حجم المزرعة في الهند في المتوسط من 2.3 هكتار إلى 1.1 هكتار. أضف إلى ذلك عوامل التبدل المناخي. فقد توصلت دراسة أجريت 2004 الى أن ارتفاعاً بواقع درجة مئوية واحدة في درجات الحرارة الدنيا يؤدي إلى تناقص في المحاصيل 10 في المئة.

كما أن الفيضانات تدمر هذه المحاصيل على غرار فيضانات باكستان العام الماضي التي تسببت في القضاء على 15 في المئة من محصول الأرز.

والمفارقة أن زراعة الأرز تسهم في التسخين الكوني لأن غمر حقول الأرز بالمياه يحرم التربة التحتية من الأوكسجين ويشجع بالتالي على ازدهار البكتيريا التي تطلق غاز الميثان.

وتشير التقديرات إلى أن زراعة الأرز مسؤولة عن 12 في المئة من انبعاثات الميثان و1.5 في المئة من إجمالي انبعاث غازات الاحتباس الحراري، كما أن حقول الأرز في فيتنام تنتج من معادلات الكربون أكثر مما تنتجه منظومة النقل في البلاد.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي