أمين عام «أوبك»: تزايد الطلب العالمي على الطاقة يستدعي خفض الانبعاثات الكربونية لا الطلب على النفط
قال الأمين العام لمنظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) هيثم الغيص اليوم الجمعة إن الوتيرة التي يتزايد بها الطلب العالمي على الطاقة تعني أن البدائل لا يمكن أن تحل محل النفط بالحجم المطلوب.
وأضاف الغيص في مقال له وزعته الأمانة العامة لأوبك في فيينا إنه بدلا من الدعوة إلى وقف استهلاك النفط ينبغي أن يكون التركيز على خفض الانبعاثات.وأشار إلى أن التقرير الأخير الذي صدر عن مجلة (الإيكونوميست) يجسد اتجاها مثيرا للقلق من السرديات التي تستخدم بشكل متزايد مصطلحات مثل «نهاية النفط» بينما تقلل في الوقت نفسه أو تغفل التفاصيل الرئيسية المتعلقة بالطلب الحالي والمستقبلي على الخام.واعتبر أن مثل هذه التأكيدات على الرغم من كل الأدلة التي تشير إلى عكس ذلك تصبح أكثر خطورة نظرا لقدرتها على تغذية الفوضى في مجال الطاقة.وتساءل الغيص عما يمكن أن يحدث في السوق النفطية العالمية إذا ما تراجع المعروض من النفط وسط استمرار ارتفاع الطلب العالمي على الطاقة كما نشهده اليوم؟ وقال إنه على الرغم من أن الهدف الرئيسي لاتفاق باريس في شأن التغير المناخي هو الحد من الانبعاثات - وليس اختيار مصادر الطاقة - إلا أنه يبدو أن هذا قد تم نسيانه وحل محله خطابات جامدة لتقليل الطلب على الهيدروكربونات دون التفكير في التأثيرات على أمن الطاقة والتحديات الاجتماعية والاقتصادية.
وبين أن هذا النوع من السرديات يتجاهل أن النفط لا يزال يشكل عنصرا لا يمكن الاستغناء عنه في تعزيز الرخاء العالمي والحفاظ على أمن الطاقة.وفي هذا الصدد قال الغيص إن الكاتب إد كونواي لم يكن يبالغ في كتابه (العالم المادي) عندما ذكر أن عصر النفط حرر البشرية من الكثير من متاعب العمل اليدوي. ورفع الدخل في جميع أنحاء العالم. مما ساعد البشرية على العيش لفترة أطول. وتوفر المواد الكيميائية التي نصنع منها الأسمدة التي تبقي نصف الكوكب على قيد الحياة.وذكر أنه من السهل أحيانا أن ننسى مدى أهمية النفط في حياتنا اليومي، ولكن بدونه لن يكون لدينا البنزين وزيت التدفئة ووقود الطائرات والمحاقن والصابون وأجهزة الكمبيوتر وإطارات السيارات والعدسات اللاصقة والأطراف الصناعية والعديد من أنواع الأدوية كما أن الألياف الزجاجية والراتنج والبلاستيك اللازمة لبناء معظم توربينات الرياح والإيثيلين المستخدم في الألواح الشمسية لن تكون موجودة أيضا وأمور كثيرة أخرى.وأوضح الغيص أن الحقيقة هي أن نهاية النفط لا تلوح في الأفق وأن النفط لا يزال يشكل ما يقرب من ثلث مزيج الطاقة العالمي اليوم ويستمر الطلب العالمي على النفط في الارتفاع.وأشار إلى ان العالم شهد خلال العام الماضي نموا في الطلب العالمي بنحو 2.5 مليون برميل يوميا وتشهد منظمة (أوبك) والعديد من وكالات التنبؤ الأخرى نموا كبيرا في السنوات المقبلة أيضا.
وقال الغيص إن الإشارة إلى أن الطلب على النفط قد يصل إلى ذروته بحلول عام 2030 أو حتى أن ينخفض بأكثر من 25 في المئة خلال نفس الإطار الزمني كما تشير بعض الروايات يتجاهل ما يمكن أن توفره جميع مصادر الطاقة فعليا وفي أي نطاق زمني خاصة وأن عام 2030 على بعد أقل من ست سنوات من الآن.وأشار إلى أن بحوث منظمة (أوبك) توضح مدى الضرر الذي يمكن أن يلحق بأمن الطاقة عند الإشارة إلى عجز مذهل في سوق النفط يزيد عن 16 مليون برميل يوميا بين توقعات ارتفاع الطلب العالمي على النفط والعرض بحلول عام 2030 إذا توقفت الاستثمارات في القطاع النفطي.وأكد الغيص أن العديد من الروايات فشلت أيضا في الإشارة إلى أن العشرات من المقترحات الأولية لسياسات طموحة للوصول إلى الانبعاثات الصفرية تواجه معارضة متزايدة في جميع أنحاء العالم حيث يبدأ الناس في فهم التكلفة الحقيقية لهذه السياسات وقدراتها المقابلة. كما أن العالم يحتاج إلى طاقة ميسورة التكلفة وموثوقة وانبعاثات أقل علاوة على رغبتهم في سياسة مستقرة في مجال الطاقة.وذكر الغيص بأن العالم يحتاج إلى المزيد من الطاقة حيث ستكون هناك حاجة إلى جميع مصادر الطاقة لتلبية النمو السكاني المتزايد والتوسع الحضري.وأشار الغيص في ختام مقاله إلى انه بحلول عام 2030 وحده من المتوقع أن ينتقل أكثر من نصف مليار شخص إلى المدن في جميع أنحاء العالم مع استمرار الاقتصاد العالمي في التوسع وهذا يعادل نحو 50 مدينة جديدة بحجم لندن.