خواطر صعلوك

الطنطنة الوطنية تحت المطر !

تصغير
تكبير

عندما شاهدت مقطع الفيديو الذي ظهر فيه السيد مساعد العارضي، أحد أعضاء مجلس الأمة وهو يصرخ على معالي الوزيرة أماني بوقماز في اليوم المطير الفائت، تذكرت النكتة التي تقول إن مسؤولاً زار قرية وسألهم:

ما هي مشاكلكم لكي أحلها فوراً؟!

قالو له: عندنا مشكلتان، الأولى أن البلد يغرق في شبر ميه بسبب المطر، فوقف المسؤول يصرخ على المسؤولين الآخرين، وأخرج «الموبايل» من جيبه وكلم الجهات المعنية، وهو يصرخ قائلاً:

- فوراً يتم تركيب صرف صحي للقرية... فاهمين ولا لأ... لديكم ميزانية 23 ملياراً لماذا لا تركبون صرف صحي للقرية؟!

وأغلق الخط في وجه الطرف الذي كان يكلمه ووضع «الموبايل» في جيبه وسألهم:

ما هي المشكلة الثانية؟!

قالوا له: لا نملك شبكة اتصالات للمحمول في القرية!

عزيزي القارئ، بعيداً عن الطنطنة الوطنية التي لا تجيب همها ولا تسمن ولا تغني من جوع، فقد أصبح الأداء التمثيلي للجميع سيئاً جداً، وهناك تدنٍ شديد في الأداء، وسوف نقضي وقتاً طويييييييلاً قبل أن ندرك أن حبال الكذب قصيرة، وأننا في حالة غرق البلد تحت الأمطار أو الأزمات المجتمعية ينبغي ألا نتاجر بهموم الناس وألا نشغل اسطوانات «وازاي ياترى... أهو ده اللي جرى»، لأن هذه الاسطوانات والشعارات والإكليشيهات سوف تشغل وقتك عن التجديف من أجل تأخير موعد الغرق قدر الإمكان.

لكني رغم ذلك أريد أن أُحيي معالي الوزيرة على ثباتها الانفعالي، وعدم ردها على كل ما قيل من السيد العضو أمامها، وأنها كانت تمثل «مديرها» في العمل السيد رئيس مجلس الوزراء بشكل احترافي، حتى أنها استمعت لكل ما قاله العضو في الشارع، ولم ترد، ولكن الناس حولها هم من ردوا عليه، وهي سياسة سمو الرئيس ذاته.

لعل أفضل ما اختم به هذا المقال، هو الدرس المستفاد من هذا الفيديو الذي انتشر بشكل كبير، ولكن دون تأثير.

ففي وطن يشعر فيه المواطن أن عضو المجلس لا يمثله، ووزير الحكومة لا يمثله، علينا أن ندعو جميعاً الآن «اللهم ثبتنا انفعالياً في بلد كل ما فيه يدعو للهيجان».

... وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي