أبعاد السطور

الشعب طشره الوقت!

تصغير
تكبير

بعد أن قضت المحكمة الدستورية في جلستها يوم الأحد 19/ 3/ 2023، ببطلان مجلس الأمة الحالي (2022) لبطلان مرسوم حل المجلس وإعادة مجلس 2020، وبعد أن قررت المحكمة في منطوق الحكم إبطال عملية الانتخاب برمتها التي كانت في سبتمبر الماضي في الدوائر الخمس، وبعدم صحة عضوية من تم الإعلان عن فوزهم فيها لبطلان حل مجلس الأمة، شعرت كمواطن كويتي بخيبة أمل عريضة وبخذلان شاسع أرى له أول ولا أرى له آخر، والكثير من أبناء الوطن بالتأكيد شاركوني مشاعر تلك الخيبة وذلك الخذلان، وأصبح الشعب كله يمسح دموعه ويردد بصوت حزين الأغنية العراقية التي بدايتها تقول: «طشرنا الوكت مو كنا ملمومين، يهو الي حسدنا وصابنا بعينه، ما اذينا أحد ولا حسدنا الناس، راضين بوضعنا ورغم م بينا».

على عتبات جروح الوطن وجدت الكثير من علامات التعجب! ومن على جبين الوطن لملمت الكثير من علامات الاستفهام، ومررت بآلاف الأفواه البائسة المنثورة في شوارع الوطن، والكثير الكثير من سنابل الأمنيات التي ذبلت ويبست في حقول صدور المواطنين، وما زالت تلك الأغنية تصدح: طشرنا الوقت...!

الآن أصبحت الكويت هي أغرب وأعجب دولة في العالم، لأنها الآن بلا حكومة، وبلا برلمان، ولأنها شبه فارغة من رجال الدولة الذين يُديرون مختلف المناصب والمراكز المهمة فيها، لذا مازالت تلك الأغنية تصدح بقوة: طشرنا الوقت...!

أيها المواطن الكويتي، كم أنت مكلوم في وطنك وفي نفسك، لأنك منسي وفي عِداد الأموات في سجل الحكومات المتعاقبة عليك، ولم تجد السعادة إلى جيبك طريقاً منذ سنوات طويلة: لا زيادة رواتب ولا منحة ولا اسقاط قروض! وكل شيء من حولك يرتفع سعره نحو الأعلى وأنت في الأسفل تنظر إليه وترفع رأسك المثقل نحوه بألم يصبغ صدرك بلون الحسرة!

أيها الشعب الكحيان في هذه الدولة العائمة على بحار من النفط... لو القت العرافة نظرة في فنجان قهوتك السادة ماذا عساها سوف تقرأ في داخله؟ حتماً ستقول لك: أيها الشعب المنسي الحافي إن طريقك نحو السعادة مسدود، وإن طريقك إلى الشقاء ممدود، ومكتوب عليك أن تعاني بلا حدود، وسيضيع عُمرك هدراً بين الحكومات المتعاقبة والبرلمانات المُبطلة والقرارات الفاشلة والديون والجحود، وما عليك يا شعب إلا أن تردد بصوت مخنوق: طشرنا الوقت...!

وسلام يا وطن.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي