رسالتي

راقصة في رمضان!

تصغير
تكبير

من فضل الله تعالى على عباده في رمضان، تسخيره عوامل عدة تساعدهم على طاعته في هذا الشهر الفضيل، ومنها تصفيد شياطين الجن.

لذلك نرى ذلك الإقبال الكبير على صلاة التراويح وقراءة القرآن والإنفاق في سبيل الله، والحرص على مكارم الأخلاق.

ويتبادر لدى البعض تساؤل: ما دامت الشياطين قد صفّدت بالأغلال، فما السبب في جرأة البعض على معصية الله في هذا الشهر؟

والجواب أشار إليه الإمام القرطبي- رحمه الله - بقوله: «لا يلزم تصفيد الشياطين أن لا يقع شرّ ولا معصية، لأن لذلك أسباباً غير الشياطين، كالنفوس الخبيثة والعادات القبيحة والشياطين الإنسية».

ومما يؤكد كلام الإمام القرطبي حول الشياطين الإنسانية، هي تلك النماذج التي تظهر عبر بعض الفضائيات ووسائل الإعلام في شهر رمضان، والتي تُجاهر بالمعصية، وتدعم التمرد على عادات وتقاليد مجتمعاتنا المحافظة!

من هذه النماذج ذلك المذيع في إحدى القنوات والذي استضاف ممثلة عربية في برنامجه، وطلب منها كي يزداد رصيدها من الجائزة أن تقدم وصلة «رقص شرقي» أمام الجمهور!

هذا الطلب أثار استغراب تلك الممثلة - والتي كانت في ذلك الموقف أرقى من المذيع - إذ ردت عليه بتعجب: في رمضان!

إن أبالسة الإنس لن يقر لهم قرار إلا بعد شعورهم بأنهم قد تمكنوا من إفساد البلاد وتدمير أخلاق العباد، وإسقاط هيبة وتعظيم شعائر الله من القلوب.

إن طلب المذيع ليس زلة لسان - كما يعتقد البعض - بل من الواجب تسليط الضوء على ما يتعارض مع القيم الإسلامية.

وعلى الحكومات الخليجية على وجه الخصوص أن تحارب هؤلاء وتحاسبهم لأن بلاءهم عظيم وشرهم مستطير.

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر: «يا أبا ذر، هل تعوّذت بالله من شياطين الإنس والجن»؟ قال: «قلت يا رسول الله، هل للإنس من شياطين»؟، قال «نعم».

إن كانت شياطين الجن تصفد في رمضان، فإن شياطين الإنس لا تزال في انحدار مستمر إلى أسفل الدركات!

Twitter:@abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي