افتتحت جمعية مشرف نادياً صحياً في ممشى الواحة مع افتتاح مواقف للسيارات للممشى... وهذا الخبر لفت انتباهي لأنه يعبر عن المسؤولية الاجتماعية التي تعد جمعية مشرف التعاونية أول من يقدم عليها خدمةً للمساهمين وبأسعار رمزية ما بين 40 و50 ديناراً.
نحن نعلم أن العادات الغذائية ووقت الفراغ وعدم توافر غطاء تنويري، أظهرت لنا «السمنة» وتوجه الكثير للقضاء عليها.
دور الجمعيات التعاونية لا يقتصر على توفير السلع الجيدة وبأسعار تنافسية وعروض أسبوعية وتقديم رحلة عمرة، لهذا لم أجد خطوة تستحق التقدير سوى هذه المبادرة الطيبة، فوجدتها فرصة للحديث عن المسؤولية الاجتماعية.
بعض الجمعيات التعاونية مع الأسف خرجت عن مهامها الرئيسية وحتى جودة «الخضار» والأسعار لم تقم بضبطها، ناهيك عن أن بعضها يقوم بإعادة بناء أسواقه المركزية على نموذج يحاكي الألفية الحالية.
لك أن تتخيل لو أن الجمعيات التعاونية راجعت أداءها ووضع أسواقها المركزية وحاولت عبر اتحاد الجمعيات رسم مبادرات للنهوض بالعمل التعاوني، ونخص ما هو مرتبط بالمسؤولية الاجتماعية.
نفتقد حس المسؤولية الاجتماعية ليس فقط على مستوى الجمعيات التعاونية بل على مستوى مؤسسات الدولة بشكل عام.
قس على هذا الأمر المسؤولية الاجتماعية تجاه جودة التعليم، رفع جودة الرعاية الصحية، حصر المشاكل التي يعاني منها المجتمع الكويتي ككل مع عرض لقاءات حوارية في المحافظات الست لإيجاد الحلول المراد بلوغها.
منذ ثلاثة عقود ونحن نعاني حتى ان الأفراد أضاعوا بوصلة المسؤولية الاجتماعية وانساقوا خلف وسائل التواصل الاجتماعي التي بعضها يعرض مواد لا علاقة لها بالإصلاح أو توجيه النصيحة.
قلة من أحبتنا الكرام، التزموا بالمسؤولية الاجتماعية الملقاة على عاتقهم من خلال مادة إعلامية تحمل رسائل هادفة تعرض المشاكل والحلول المقترحة وإن قيل عنهم «معارضة» فهذا الوصف خالف الصواب فشتان بين مفهوم المعارضة وما تمارسه بعض النخب.
كل ما نريد لا يتعدى فهماً حقيقياً للمسؤولية الاجتماعية كي ننعم بغد أفضل.
الزبدة:
كل جمعية تعاونية أو مؤسسة تقدم على مبادرة إيجابية تخدم المجتمع وفئاته يجب أن نقف بصفها ونوجه الشكر للقائمين عليها.
وكل فرد ناشط يكتب أو يبث مادة إعلامية هادفة يستحق الشكر والمتابعة... أما من يأخذ المشاكل من باب التندر والاستهزاء و«التحلطم» دون عرض منطقي محايد تذكر فيه المشكلة مع الحلول فهذا لا يستحق الاهتمام وزد عليهم مروجي السفاهة... هداهم الله!
عودوا إلى رشدكم، فنحن في هذا الشهر الفضيل نستحق أن نراجع الأخطاء، ونقوم الاعوجاج في سلوكياتنا على المستويين الفردي والمؤسسي، وخلاف ذلك لا يتعدى كونه مضيعة للوقت والوقت كما قيل كالسيف.
اللهم هيئ لولاة الأمر البطانة الصالحة... الله المستعان.
terki.alazmi@gmail.com
Twitter: @TerkiALazmi