وجع الحروف

شهر رمضان هذا... غير !

تصغير
تكبير

نعلمُ ويدركُ الجميع أننا بشر نخطئ ونصيب، كما جاء في الحديث الشريف عن صفوة الخلق سيدنا محمد، صلى الله عليه وسلم،:

(كل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوّابون)... يعني لا يُستثنى أحد من الخطأ.

في شهر رمضان الكريم هذا نتمنى على إخواننا وأخواتنا من هم في سدة المسؤولية أن يعوا هذا الأمر، ويقدموا إلى التوبة في هذا الشهر الفضيل الذي تصفّد فيه الشياطين.

يا معشر القراء رجالاً ونساءً من أهل الكويت، نوجه هذه الرسالة لعلنا نستوعب العِبرة ونتعلّم من الأخطاء في أمور تحصل لنا ومن حولنا.

يشهد الكثير أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وعندما نحدثهم بأمثلة من القرآن جاءت في آيات كثيرة وعن أحاديث صحيحة تعتبر هي المرجع لتقويم سلوكياتنا على المستويين الفردي والمؤسسي، نجد الغالبية لا تلقي لها بالاً.

إنها الفروقات في ثقافة الجمهور من قاعدة المتابعين، وإن كان بعضهم يسبق حرف الدال اسمه... إنها معادلة غير سوية.

لماذا عنونا هذا المقال بـ «شهر رمضان... غير»؟!

السبب يعود للشعور بالملل من تكرار الرسائل الإصلاحية مع بقاء الحال على ما هو عليه.

ندعو الله أن يهيئ لولاة الأمر البطانة الصالحة التي تُعينهم على فعل الخير للبلد والعباد.

استمرار الأخطاء ذاتها جعل الكويت كما هي دون تغيير، وسلوكياتنا تتبع ما يثار في وسائل التواصل الاجتماعي مع بالغ الأسف والتي في الغالب تأتي عبر حسابات وهمية... والجمهور غير مُلام لغياب دور من هم قائمون على إدارة شؤوننا في التسويق للإنجازات الفعلية برسائل صادقة تعكس واقع الحال وما نحن مقبلون عليه.

يقول تعالى عزّ من قائل: «إنّ الله لا يغيّر ما بقومٍ حتى يغيّروا ما بأنفسهم»... والتغيير أساسه وضع الاستقامة على طاعة الله فإن استقاموا وأصلحوا وعدلوا تغيرت الحال من السيئة إلى الحسنة وإن كان العكس فإننا سنلقى السوء!

ولنا في الآية الأخرى «وضربَ اللهُ مثلاً قريةً كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رَغَداً من كل مكان فكفرت بأنعُمِ الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون»، وكم من قرية أهلكت من قبل لأنهم أوكلوا مهام الأمور الكبيرة للرويبضة، وجاء ذلك في قوله تعالى «وإذا أردنا أن نُهلكَ قريةً أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحقّ عليها القولُ فدمّرناها تدميرا».

الزبدة:

مما تقدم، نريد أن يأتي شهر رمضان هذا... غير.

إنّ الإصلاح يأتي عبر تغيير ذوات الأنفس... فمتى ما طهّرنا أنفسنا من الشوائب وسوء الظن والحسد والغيرة وحمدنا الله وشكرناه على نعمه التي لا تعد ولا تحصى، واعتمدنا على بسط حال من العدالة وحسن الإدارة عبر رجال دولة يدركون أهمية التغيير للأفضل، فإن رمضان هذا سيأتي غير وبخير على البلد والعباد... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @DrTALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي