قيم ومبادئ

الصهيونية تحت التصفية!

تصغير
تكبير

تتأرجح الصهيونية العالمية بين كفتين... البقاء أو الفناء، وعبثاً تحاول البحث عن رأسمالها القديم حيث تبدّد منه الكثير وما بقي منه على وشك أن يضيع... ومع هذا الوضع الصعب ما زال الصهاينة يعيشون في تناقض كبير في المشاكسة في ما بينهم كالتي كانت قبل أربعة آلاف سنة، لمّا كانوا في جزيرة العرب ينتظرون ولادة نبي آخر الزمان الذي يُبعث في الحرة، وهي روضة كثيرة النخل (وهي المدينة المنورة) طيبة، وكما جاء في مزامير داود في وصف النبي محمد، صلى الله عليه وسلم،: (شعوب تحتك يسقطون) و(بنات ملوك بين حَظِيّاتك) وقد تزوّج النبي بصفية بنت حُيي بن أخطب، كما أُهديت له مارية القبطية من ملك القبط في مصر، وكانت شهربانو بنت يزدجرد ملك فارس تحت حفيده الحسين، رضي الله عنه، وأخيراً جاء في المزامير (أذكرُ اسمكَ في كل دورٍ فدورٍ. من أجل ذلك تحمدك الشعوب إلى الدهر والأبد)... فهو أحمد ومحمد وصاحب المقام المحمود الذي تحمده الخلائق كلها حين يأتي كي يشفع لها عند الله جلّ في عُلاه.

صعوبات تتزايد أمام المفكرين والأحبار اليهود حيث اكتشفوا أن يهود العالم لا يرغبون بالانتقال إليها، وتبيّن للكثيرين منهم أن مقامهم في الديار الأجنبية والخليجية أنفع لهم من محاولتهم العقيمة في البلاد التي يزعمون أنها وطنهم المختار... ولو جاء اليوم الذي يتكرّر فيه اضطهاد النازية والفاشية فليس بمُستبعد أن تمنع إسرائيل موجات الهجرة إليها... لأنها لا تستطيع أن تؤويهم لانعدام الأمن الداخلي وصعوبة الوضع الاقتصادي والعنصرية القبلية والطائفية.

بينهم أمر آخر يعرفه كل من قرأ تاريخ اليهود حيث لم يستقر لهم قرار منذ فجر التاريخ فقد نزحوا من العراق ثم خرجوا فراراً من مصر ثم من فلسطين ثم تعرّضوا للعدوان من كل أمم الأرض والبغضاء في كل وطن عاشوا فيه فأصبحوا عالةً على ثقافات الأمم... ولن تحيا إسرائيل إذا بقيت مقاومة المسلمين راصدة لها ومحيطة بها في كل اتجاه.

لقد عاشت إسرائيل منذ (هرتزل) على استغلال ثقافة الاضطهاد واللعب بأعمال الصيرفة والمضاربات في الأسواق العالمية وتسخير الطابور الخامس في حياكة الدسائس والمؤامرات الخفية... وهذه هي بضاعة الاضطهاد يشعرون بالحاجة إلى استغلالها في الوقت الحاضر لأن رصيدهم القديم منها قارب على النفاد.

كانت النازية العدو المخيف لأوروبا الناشئة والخارجة للتو من حقبة العصور الوسطى ومن الأرباح الزائدة التي تستثمرها الصهيونية العالمية إثارة العطف على ضحاياها في (أفران هتلر) وأن تثير البغضاء على النازيين والشيوعيين والفاشيين وبالتالي فهي تستحق العون من الساخطين على هذه الديكتاتوريات...

ومن الفضائح الأخرى التي استيقظت عليها أميركا وثيقة بين الجواسيس الصهاينة وبين الدب الروسي (الدولة الحمراء).

ومن نافلة القول أن نقول إنّ الشيوعية كلها قامت حين قامت على أيدي دعاة بني صهيون، وعليه أقول إن مسألة الصهيونية أكبر من مسألة علاقة بين أميركا وإسرائيل... كما أنها أكبر من مسألة خلاف بين العرب وإسرائيل كما يروق للبعض تصويرها بهذه الصورة المبتسرة، المسألة إذاً هي مسألة الموازنة بين مقاربتين لا بد من إحداهما مهما تقادم الزمان فإما أن تذهب إسرائيل من حيث أتت لأن هذا هو تاريخها ومستقبلها... وإما أن تبقى دول الصمود فريسة لإسرائيل تنهش من لحمها وتمتص دماء أبنائها وتحول بينها وبين التقدم والنهوض لتبقى دولة فاشلة لكي تأمن مزاحمتها اليوم وغداً وإلى أبد الدهر في ميدان الزراعة والصناعة والتجارة... وذهاب إسرائيل أقل كلفة حسب النظام العالمي الجديد وأهون المقاربتن وأدناهما إلى المعقول وذهابها من حيث أتت نتيجة محتومة في مصير بني صهيون لسبب بسيط وهو أن بني صهيون لم يعُد في مقدورهم اليوم العيش بهذا اللعب المكشوف لأن شؤون الاقتصاد الدولي مرتبط ارتباطاً عضوياً بقواعد علم الاجتماع وثورات الأمم وحقوق الطوائف وخصوصيات الثقافات وهذا لا يسهل العبث به من وراء الأبواب وبين الجدران.

ومتى وقفت إسرائيل في جانب عزلتها وعنصريتها ووقف العالم بأسره على تنوع ثقافاته في جانب... الحذر منها فذلك هو مسك الختام الذي لا جدال فيه.

فهل نعي هذا؟!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي