No Script

خواطر صعلوك

الغباوة والبلادة وأشياء من هذا القبيل!

تصغير
تكبير

تقبل الله صيامكم وألبسكم ثوب التقوى والعافية في الدنيا والآخرة.

إن كل ما يحدث حولنا من أمور سياسية أو قضايا اجتماعية وغيرها من المشاكل التي ندور حولها ومعها، كلها ليست شراً صرفاً، كما أنها بالتأكيد ليست خيراً صرفاً.

فحياتنا بين امتزاج الخير بالشر، وتدافع النافع بالضار، ويمر علينا في اليوم الواحد ما يسرنا وما نكره، ونجد بين أيدينا الكثرة أحياناً، وأحياناً أخرى نجد القلة.

وكثير من علماء النفس يخبروننا أنه ليس المهم ما يمر بنا من ظروف، بل المهم هو كيف ننظر لهذه الظروف وكيف نتعامل معها؟ وذهب بعض علماء التاريخ بعد أن درسوا الحضارات إلى أن «الأزمة» أي أزمة هي أسباب ظهور الفكرة والتعلم والرقي والإنجاز، وأننا نعيش بين مثير واستجابة.

بعض علماء الإدارة يخبروننا أن المشاكل والمحن هي فرص للتوقف والتعلم والتنافس لإيجاد الحلول.

إذاً هذا هو الحال، فالمشكلة الكبرى ليست في ما تمر به البلاد والعباد من أزمات سياسية أو دستورية، وليست في وجود مشاكل اجتماعية أو اقتصادية، فهذا حال الدول والشعوب منذ ابتداء أمر الدنيا، ولكن المشكلة الكبرى في الغباوة والبلادة والجدل العقيم.

فسواء أكان لديك برميل من نفط أو رطل من لحم أو طن من حديد أو مكيال من ماء أو مقدار من هواء... ففي البلادة والغباء الكل سواء.

فإلى أين تأخذنا الغباوة والبلادة؟

يظهر لنا كل يوم شخص مفرط القِصَر، ويدعي أنه مفرط الطول، بطيء الحركة قليل الاستيعاب، ويدعي البساطة والرشاقة، كبير السن ومتقادم الميلاد، ويدعي أنه معتدل الشباب... يدعي العلم على قدر جهله به، كثير الاعتراض عاشق للمِراء متكلف بالمجادلة، لا ينطق عن فكر، وربما ينطق لك بأسماء كتب لا يفهم معانيها، ويذم الأشخاص بذواتهم وليس موضوعاتهم، يعتقد أن له الجاه والقدر وللناس الشوائب والمتعكر... فهذا الشخص سواء كان لديه برميل من نفط أو رطل من لحم أو طن من حديد أو مكيال من ماء أو مقدار من هواء... ففي البلادة والغباء الكل سواء. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي