No Script

إطلالة

ترامب... استدعاء لـ (الاقصاء)؟

تصغير
تكبير

إنّ استدعاء النيابة العامة الأميركية في نيويورك للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب للإدلاء بإفادته أمام هيئة المحلفين ليس غريباً على شخصه، فهو الرئيس المُشاغب والقائد الثري الذي أشغل الشارع الأميركي يوماً في مهاجمة الكابيتول مع أنصاره في 6 يناير 2021، لقلب نظام الانتخابات الرئاسية لعام 2020، ما أدى إلى تعطيل الجلسة المشتركة للكونغرس وقت فرز الأصوات الانتخابية تحت مزاعم باطلة بأن العملية الانتخابية 2020 قد سُرقت منه، واليوم تستدعيه النيابة تحت مزاعم أخرى وهي دفع أموال تقدّر بنحو 130 ألف دولار لإسكات صديقته الممثلة الإباحية ستورمي دامييلز التي كانت ترتبط بعلاقة عاطفية معه قبيل انتخابات ماضية ترجع إلى 2016، إلا أنه ينفي ذلك نفياً قاطعاً.

ففي مقابل هذا الاستدعاء حذّر ترامب من مغبة توقيفه على ذمة التحقيق لأسباب فارغة، وبالتالي على الولايات المتحدة تحمّل تبعاته من خلال دعوة أنصاره الخروج في تظاهرة احتجاجية مرة أخرى، لتكون مشابهة لدعواته التحريضية في يوم 6 يناير لمنع إقرار فوز الرئيس الحالي جو بايدن بالرئاسة، وكان ترامب قد استعاد منصاته الاجتماعية الحرة عبر «الفيسبوك» و«اليوتيوب» منذ تعليق حساباته التحريضية على منصات التواصل الاجتماعي قبل عامين بالضبط.

وللمرة الأولى بعد غياب طويل بدأ ترامب بإشغال الشارع الأميركي عبر منصته الاجتماعية Truth social التي أسّسها لنشر المعلومات السرية ضد معارضيه من الحزبين الديموقراطي والجمهوري ولضرب الإعلام الأميركي وآخرين، مؤكداً في منصته أن هناك معلومات مسرّبة من مكتب المدعي العام في منهاتن تؤكد اعتقاله شخصياً فليس أمامه سوى دعوة أنصاره قائلاً: تظاهروا من أجل حرية بلادنا قبل أن يتم إقصائي من خوض الانتخابات الرئاسية المقبلة.

وكما يعلم الجميع أن ترامب ينوي الترشح لولاية ثانية عام 2024 المقبل، ولكنه يواجه اتهامات عدة لا نعلم مداها وقد تمنعه عن الساحة السياسية من جديد، فما بالك حينما تكون اتهامات بشهادة الزور وانتهاك قانون الحملات الانتخابية والتي يتم التحقيق فيها منذ 5 سنوات مضت، فضلاً عن الاتهام الأخير بمزاعم دفع الأموال الطائلة لإسكات ممثلة إباحية؟

إذاً، ترامب يعيش تحت دوامة اتهامات لا حصر لها، وقد تنتهي فعلا حين إقصائه عن خوض أي انتخابات رئاسية في المستقبل، لذلك نراه بين فينة وأخرى يظهر منافساً على معارضيه في منصات التواصل ثم يختفي، ففي ظهوره الأخير قال: لقد عدت، في عرض مقطع فيديو أرشيفي مقتطف من تاريخ فوزه الأول بعد انتخابات 2016 الماضية، وتارة أخرى يقول فيه sorry to keep you waiting والذي انتشر في جميع القنوات الإعلامية بعد غياب، إلا أنه يقر بأنه عملٌ معقد فينتهي الفيديو بعبارة «ترامب 2024» ويعني أنه راجع رغم الضغوط المحيطة.

ففي النهاية يجب علينا ألا ننكر أن ترامب نشيط ومشاغب ويتمتع بذكاء عال كونه سياسياً اقتصادياً مخضرماً، وهذا قد لا تجده بمرشحين آخرين رغم بلوغه سن الـ 76 عاما، ففي عودته الجديدة على منصات التواصل أصبح بمقدوره التواصل مع مناصريه واستخدام أدواته الرئيسية في جمع التبرعات المالية لحملته المقبلة بين الولايات المتحدة من خلال متابعيه البالغ عددهم أكثر من 146 مليون شخص مناصر وهو العدد الذي لا يُستهان فيه وقت خوض الانتخابات... حتما هناك عقبات كبيرة أمام احتمال عودته إلى السباق الرئيسي إلى البيت الأبيض ومن بينها ظهور تقرير لجنة الرقابة بمجلس النواب الذي يتهم فيه ترامب بعدم الإفصاح عن تلقيه هدايا مع أفراد عائلته من حكومات أجنبية بين عامي 2017 و2020، ثم هدايا أخرى قدّمت له من مسؤولين أجانب وعددها 100 هدية، وكذلك هدايا تقدر بالملايين من الدولارات قبل رحيله من البيت الأبيض ولم يفصح عنها!

فاليوم يدور الحديث حول اتهامات عدة تواجه الرئيس السابق ترامب وفي حال توجيه دعوى قضائية له صادرة من مدعي عام مانهتن تتضمن اتهامات خطيرة فإنه سيصبح أول رئيس أميركي سابق يتهم فيه بارتكاب جريمة!

والسؤال هنا: هل هذه الاتهامات السابقة ستشكّل عَقبة حقيقية أمام احتمال عودته إلى البيت الأبيض الأميركي وأمام خوضه انتخابات الرئاسة المقبلة 2024؟!

ولكل حادث حديث،،،

alifairouz1961@outlook.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي