No Script

في عزاء مشعل

تصغير
تكبير

مَنْ كان يعلم أنني سوف أقف في طابور طويل جداً في مقبرة الجهراء لتعزية الزميل الإعلامي والدكتور الغالي خالد القحص وعائلته الكريمة برحيل ولدهم الخلوق الممدوح المحبوب «مشعل خالد القحص» بعدما لاقى ربّه إثر حادث طيران شراعي أليم.

في عزاء مشعل وجدت الكويت كلها هناك، بدواً وحضراً، سُنة وشيعة، كويتيين وغير كويتيين، كلهم جمعهم حب الراحل وأبيه وأخلاق الراحل وأبيه، فآلوا على أنفسهم إلا أن يكونوا مصلين على الفقيد، مودّعين له قبل دفنه، مواسين لأبيه وذويه في مصابهم الجلل.

تساءلت وأنا في هذا الطابور الممتد إلى خارج صالة العزاء... لماذا نتكالب - نحن البشر - على الدنيا؟ لماذا نعيش في قلق؟ لماذا نخوض الصراعات؟ لماذا نعيش الخلافات؟... لماذا ولماذا والدنيا فانية نهايتها قبر لا تزيد مساحته على المترين طولاً ومتر واحد عرضاً!

فأعود لأخاطب نفسي مُصححاً هذا الاستنتاج بالقول... ولكن الله خلق الإنسان في كبد، وبالتالي فإن العمل والشقاء واجب ومطلوب... بل كُتب العمل علينا حتى لو كانت القيامة تقوم... «إن قامت الساعة وفي يد أحدكم فسيلة فليغرسها».

وهنا نعود إلى الاتزان، فلا إفراط في التكالب على الدنيا... ولا تفريط في الآخرة، بل اتزان وتوازن، تعمل لدنياك نعم، ولكن تراعي آخرتك في عملك الدنيوي، وتكون على خلق في كل أعمالك وأخلاقك وسلوكياتك، فتعيش محترماً وتُغادر الفانية محترماً بين مودعيك.

رحمك الله يا مشعل خالد القحص وطيّب ثراك وأسكنك فسيح جناته وألهم ذويك جميل الصبر والسلوان... أبوك أعطانا دروساً في حياته، وأنت أعطيتنا دروساً في مماتك... ولا راد لقضاء الله و... «إنا لله وإنا إليه راجعون».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي