No Script

رأي نفطي

الحل في تحديد سعر البرميل ؟

تصغير
تكبير

هل من معدل أدنى لسعر البرميل... ولِمَ لا؟. وقد حددت الدول الأوروبية والدول السبع الكبرى نطاقاً سعرياً للنفط الروسي «يورال» بـ60 دولاراً للبرميل، وللمشتقات البترولية المكررة بـ100 دولار للبرميل، قابلة للتغير والتعديل.

ضمن هذا الإطار، لماذا لا تعلن وتحدد دول منظمة (أوبك+) نطاقاً معيناً للنفط الخام ما بين 70 إلى 75 دولاراً، مع الأخذ بعين الاعتبار الفروقات المختلفة بين ما يحويه النفط من نسبة كبريت، ونوعيته سواء كان الخفيف، المعتدل أو الثقيل، وهو معمول به حالياً، حيث تفرض خصومات أو إضافات على معدل نفوط خامي دبي وعمان لتحديد سعر النفط الخام الكويتي.

ازاء ما تقدم، فعلى الدول النفطية أن تضع نطاقاً سعرياً مع مراعاة التزاماتها المالية بتحديد سعر البرميل لمواجهة ميزانياتها وأهمها زيادة الاستثمارات للبحث والتنقيب عن النفط، خصوصاً مع «شيخوخة» الحقول، وذلك في سبيل المحافظة على المعدلات الإنتاجية الحالية والمستقبلية، ومقابلة الطلب العالمي المتزايد الذي قد يفوق معدل 102 مليون برميل من النفط مع نهاية العام الجاري.

ومع المعدل المليوني هذا، كيف بمقدرة المنظمة النفطية مواجهة المتطلبات المتزايدة على النفط من دون استثمارات مستمرة ومتواصلة؟، في حين أن الشركات النفطية العالمية المختلفة تحاول تخفيض استثماراتها وتوزيع الأرباح لملاكها بقدر الإمكان ومن شراء أسهمها، وبعضها يحاول التوجه إلى البدائل الأخرى، ومنها الطاقة البديلة.

وقد يختلف البعض أمام هذا التوجه الذي سيؤدي إلى نوع من التحكم في الأسعار والاحتكار والتدخل مباشرة في صلب العرض والطلب العالمي، لكن ماذا إن أدى ذلك إلى شح في الإمدادات ونشوء أزمة عالمية بسبب عدم استثمار الدول النفطية المنتجة والمصدرة للنفط. حيث المثال الحي الصارخ الحالي بإرغام روسيا بنطاق سعري معين وشروط أخرى للامتثال المطلق؟

وهذا الأمر لا نود حصوله، لكن قرار مجموعة الدول السبع والاتحاد الأوروبي تجاه روسيا، قد يتسبب بحدوث أزمة نفطية في حال امتنعت روسيا عن بيع النفط أو اتخذت المنظمة النفطية قراراً بالتضامن معها في خفض إنتاج النفط.

ومن شأن سعر النفط الذي انخفض بأكثر من 12 دولاراً في خلال الأسبوعين الماضيين، أن يؤثر حتماً على ميزانيات الدول النفطية، وقد تلجأ إذا دعت الضرورة إلى خفض في استثماراتها النفطية، ومن ثم خلق أزمة نفطية مستقبلية تلحق بها اللوم، وهي التي تكافح من أجل تصحيح صورتها امام الرأي العام العالمي.

لذا، فإن ايجاد أرضية عملية واقعية لسعر البرميل قد تثير الجدل والنقاش، لكن ذلك الإجراء قد يكون حلاً عملياً لمنع العجز المالي في دفاتر الدول المنتجة والمصدرة للنفط. وكذلك الحفاظ على استمرارية انتاج وتصدير البترول إلى العالم.

كاتب ومحلل نفطي مستقل

naftikuwaiti@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي