حروف باسمة

القريش

تصغير
تكبير

ديرةٌ جميلةٌ، رحابها غني بالتراث يدل على أصالتها العريقة، تراث في كل شيء، في الأغنية واللحن حتى في ألعاب أطفالها تراث، فلأبنائهم ألعاب مميزة وكذلك للبنات، فمن ألعاب البنين:

سفروق واللبيده

وصاده ما صاده

والمقصي والتيل

أما البنات فمن ألعابهن:

صميمكه والحيله

والخبصه والبروي

تراث جميل، المتأمل لماهيته يشعر بعَبق حلو ينمُّ عن إشارات خلّاقة لمجتمع أصيل. تراث في الأمانة، إذ يُؤمن الجار أهله عند جاره وهو يغيب عن وطنه في رحلة الغوص شهوراً طويلة...

إنّ الذي يتأمل تراث هذه الديرة يشعر براحة في التعامل والتراحم والتواد.

ولعلّ من أجمل إشارات التراث هو القريش، هذا اليوم الذي يكون في الثلاثين من شهر شعبان، أي يكون في الشهر الوافي وليس الهافي، حيث يقع القريش في وقت الغداء ولا يكون في أي وقت آخر، فلا يكون في الريوق أو العشاء، فالذين احتفلوا به في هذه الأوقات هنيئاً لهم ما أكلوه، ولكن لم يدركوا القريش، فهو في الثلاثين من شهر شعبان، وفي الغداء، وبعده يكون في اليوم التالي غُرة شهر رمضان.

لذلك، انطلق القول السائد اليوم القريش، وباكر نطوي الكريش.

إنه غداء مميز تجتمع فيه الأُسر حول السفرة ذات الألوان الجميلة المصنوعة من سعف النخيل، والكل مبتهج بقدوم الشهر الفضيل.

ما أجمل قصيدة الشاعر عبدالله سنان، يرحمه الله، الذي يعارض فيها قول علي محمود طه، في قصيدة (أخي جاوز الظالمون المدى)

فيقول:

أخي هيأ الطابخون الغدا

فهات السماط ومد اليدا

أخي أقبل الناس في رقصةٍ

إذ اكتشفوا في الجفان الجدا

نزلوا عليها بلا رحمةٍ

فصارت هباءً وصارت سدا

أخي أين طاسة الزبدتين

لنروي القلوب ونجلي الصدا

ففتش على قهوة طعمة

مهيلة تنعش الأكبدا

فإن مات منا شهيدٌ بها

فقل ذاك بالتخمه استشهدا

بالعافية القريش، وعساكم من عواده.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي