No Script

مشاهدات

بشارة الخير

تصغير
تكبير

تفاؤلات وتباشير على نطاق واسع بالاتفاق بين السعودية وإيران... فعلى ماذا يدل ذلك؟ وهل من الممكن أن ينعكس هذا التقارب إيجابياً على الأوضاع الأمنية والسياسية؟

من المؤكد أنّ عودة العلاقات بين السعودية الشقيقة وإيران الإسلامية خطوة مهمة ستقود الوطن العربي نحو الازدهار والاستقرار، وكلاهما لهما تأثير كبير في مجال النفط والاقتصاد العالمي.

وبالرغم من وجود أزمات متعددة في مختلف بقاع العالم، فقد عانت منطقتنا الآمنة من تلك الأزمات، اضطررنا بسببها إلى أن ندخل كأطراف فيها والمشاركة في تداعياتها خوفاً على مصالح دولنا، وقد تكون كل تلك الأزمات مفتعلة لأهداف سياسية لدول عظمى (لا ناقة لنا فيها ولا جَمل).

لله الحمد، تتميز دولنا الخليجية بمشتركات عدة تجمعنا مثل الأُخوة والقلوب الرحيمة، والتمسك بالتعاليم الدينية، التسامح والتعاون وإغاثة المحتاجين بغض النظر عن الدين أو الأصل.

وجاءت تلك البشارة (الاتفاق السعودي - الإيراني) والتي فرح بتحققها الجميع خصوصاً دولنا الخليجية، فنحن شعوب مسالمة لا نجنح للحرب، السلم هو رسالتنا والتسامح هو غايتنا والعبادات لله وحده، فهي خاصة بين العبد مع ربه لا دخل لنا في ذلك «لكم دينُكم ولي دِينِ».

فالاتفاق المعلن بين القوتين والجارتين المسلمتين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية، خطوة مهمة في سبيل كسر الجمود والقطيعة، وهو بمثابة وضع الحجر الأساس للتفاهم والأمن والأمان لما فيه مصلحة المنطقة ككل.

بُوركت تلك الوساطة وشكراً للمسؤولين السعوديين والإيرانيين على هذه الخطوة الإيجابية، والتي نأمل بأن تكون لها نتائج إيجابية بحل جميع الخلافات الأخرى، وبأن يشمل هذا التصالح إخواننا اليمنيين لتعود منطقتنا لتعزيز الاستقرار من خلال التواصل الإيجابي وحسن الجوار والانطلاق من أرضية مشتركة لبناء مستقبل آمن ومزدهر والكف عن التدخلات الخارجية للدول واحترام سيادة الدول المجاورة.

الصهاينة:

وللأسف هناك بعض الأصوات تروّج لهذا الكيان الغاصب بأنه صديق؟ كيف يكون هذا الكيان المسخ صديقاً؟ وآخرون يسوقون بأن الصهاينة مسالمون ومظلومون! بل تمادوا في هذا الأمر، وللأسف، حاولوا تشويه سمعة المقاومة ضد المحتل لدرجة أن أصبح من يساند المقاومة الفلسطينية إرهابياً؟ خبتم وخاب مسعاكم، بل سيظل وسيبقى الصهاينة أعداء إلى أن يدحروا ويغادروا أراضينا المحتلة.

سؤال مطروح للبحث:

هل الدول العظمى ردعت التطرف والمجموعات الإرهابية؟ أم ما زالوا تحت رعايتهم وحمايتهم ومشورتهم؟

فعلاً المصالحة هي من بوادر إيجابية، لقد كان مسعى الصهاينة إشغال العالم الإسلامي بالفتن والطائفية والاقتتال والتصارع، مستهدفين الموارد النفطية والاقتصادية مستغلين الأمور الخلافية في ما بيننا.

نستذكر الموقف العربي الإسلامي الموحد في حرب 1973 ضد الكيان الصهيوني الإرهابي عندما اتفق القادة على استخدام سلاح حظر النفط لمواجهة المد الصهيوني على الأراضي العربية، واستهدفت الدول الداعمة للاحتلال الإسرائيلي، والتي استخدمت مطارات دول أوروبية لنقل العتاد والمعدات اللوجستية، وهنا بدأ التدخل العربي في استخدام النفط وسيلة ردع لهؤلاء، فقرّر الزعماء العرب حظر تصدير النفط إلى الدول الداعمة لإسرائيل بهدف بلورة سياسة عربية موحدة إزاء القضايا القومية المشتركة الكبرى، والضغط على المجتمع الدولي لإجبار الكيان الغاصب على الانسحاب من الأراضي العربية المحتلة.

رحم الله الملك فيصل آل سعود، فقد كان موقفه وكلماته حاسمة، لهذا ظلت خالدة إلى يومنا هذا، فعندما هددت دول الغرب الدول الخليجية بالمقاطعة الاقتصادية، قال رحمه الله:

«النفط كان بباطن الأرض وسيبقى ولن نستخرجه»، مضيفاً: «عشنا وعاش أجدادنا على التمر واللبن وسنعود لهما».

أخيراً لنتعدى مرحلة الخلاف والاختلاف ونصل إلى مرتبة الوفاق والاتفاق لنكون سداً منيعاً في مواجهة مثيري تلك النعرات المقيتة الذين يحاولون جاهدين أن يبثوا الفتنة بيننا، وينفثوا سمومهم بين شعوب الأمة الإسلامية وهم سعداء بإشعال الفتنة في ما بيننا لتظل أمتنا متفرقة وضعيفة، وإن شاء الله سيكون قرار القادة الخليجيين بعودة العلاقات بين الدولتين من ضمن التوجه العام نحو ترميم الجسور وتعزيز العلاقات وتعظيم المشترك والبناء عليه لخلق مناخ من الثقة والتفاهم والتعاون، قناعتنا راسخة بضرورة العمل والتنسيق العربي والإقليمي من أجل منطقة مستقرة ومستقبل مزدهر.

ونأمل من هذا الاتفاق المبرم بين (السعودية وإيران) أن يكون مثمراً بحيث تتوسع دائرة التعاون لتشمل الجوانب الاقتصادية والصحية والثقافية والصناعية، وبالتأكيد ستعود فائدته على شعوب المنطقة، وتحصيناً من التدخلات الأجنبية وأمناً لمستقبل دول الإقليم.

وفي الختام:

تجاوز الطرفان السعودي والإيراني، العديد من العقبات للوصول إلى هذا الاتفاق الذي سيكون له تأثير إيجابي على المنطقة، لكن تنفيذه يتطلب المزيد من الخطوات اللازمة، لاسيما في ما يتعلق بإجراءات بناء الثقة والقيام بخطوات عملية من أجل حلول القضايا الخلافية بين البلدين.

كما أنّ الالتزام ببنود الاتفاق خاصةً الجزء المتعلق باحترام سيادة الدول وعدم التدخل في شؤونها الداخلية، سوف يمثل نقطةً محورية مهمة جداً في إنجاح الاتفاق، وسيؤدي إلى تقدم واضح في العلاقة بين البلدين كما أن لدى الشعوب العربية نظرة مستقبلية لهدف لَمّ الشمل العربي، واحتضان سورية بعد انقطاع طويل، فهي جزء لا يتجزأ من الأمة العربية وشعوبها.

اللهم احفظ أوطاننا من كيد الكائدين ومكر الماكرين، اللهُمَّ اجعل هذا البلد آمناً وسائر بلاد المسلمين.

اللهمّ احفظ الكويت آمنة مطمئنة، والحمد لله رب العالمين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي