مرئيات
وين رايحين ؟
وين رايحين؟ خلال السنوات الماضية يكاد يكون أكثر سؤال يُتداول بين الناس وبين النخب السياسية وفي الدواوين والمنتديات هو وين رايحين؟ الكل يسأل السؤال نفسه والكل لديه الهاجس نفسه والكل لديه نظرة التشاؤم ذاتها وعدم الرضا.
سياسياً... وين رايحين؟ صراعات وتأزيم وعدم انعقاد جلسات مجلس الأمة واستقالة حكومة تلو الأخرى، لا انجاز يذكر لا للحكومة ولا للمجلس.
اقتصادياً... وين رايحين؟ لا توجد نية لايجاد مصادر متنوعة غير النفط، اقتصاد البلد كله معتمد على النفط، والنفط غير آمن، غير امكانية النضوب هناك دراسات ومنتجات بديلة للنفط وقتها ماذا نعمل؟ الدول المتقدمة بل حتى الخليجية تكاد وصلت مرحلة عدم الاعتماد على النفط، فإن نضب النفط أو نزلت اسعاره فلا خوف لديها فالبدائل عندها كثيرة، التجارة الزراعة السياحة وغيرها من المصادر المهمة. حتى المشاريع الصغيرة والمبادرين الكويتيين المميزين احبطوا وتركوا السوق الكويتي وهاجروا لأسواق أكثر تشجيعاً وأكثر تطوراً وتقدماً.
خدماتياً... وين رايحين؟ الطرق في كل البلد من شماله إلى جنوبه ومن شرقه إلى غربه متهالكة وغير صالحة للاستهلاك، الصحة خدماتها سيئة لا تشخيص صحيحاً ولا رعاية تمريضية ومواعيد طويلة وغيرها من المآسي التي يعرفها كل من له مريض، التعليم وما ادراك ما التعليم يتخرج الطالب من الثانوية وهو لا يفك الخط ولا يكاد يكتب اسمه.
رياضياً... سياحياً... وين رايحين ؟؟ بلد بتاريخ الكويت ومنتخباته والبطولات والإنجازات التي تحققت كل ذلك انمحى ونسف اليوم، نسينا حتى ان لدينا رياضة فلا منشآت رياضية ولا مشاركات دولية ولا دوري جيد ومتابع. اما سياحياً... فللأسف بلد مثل الكويت بغناه ومساحته الصغيرة يخلو فعلياً من أي منشأة سياحية، فكل الأماكن السياحية تم اغلاقها ومحاولات يائسة تصدر من هنا وهناك لا تعكس الحجم الحقيقي لدولة الكويت.
والآن انا اتساءل مع غيري من السياسيين والكتاب واصحاب الرأي والمواطنين... وين رايحين؟
هل أحد يملك الإجابة؟ هل أحد يعرف وين رايحين فعلاً؟ اتمنى ينورنا ويبلغنا.
