رأي قلمي

إدارة شؤون القلب...!

تصغير
تكبير

أكبر نقطة ضعف في التربية الذاتية التي تظلل الناس اليوم أنهم وضعوا كل ما يتعلق بشؤون القلب والروح في ذيل اهتماماتهم، ولم يعودوا يتحدثون عن الإشراق الروحي، أو صفاء القلب، أو الأنس بالله - تعالى -، وحبه وشكره، مع علمهم أن هذه المعاني تحتل في تربيتهم لذواتهم وتزكية نفوسهم مكاناً متميزاً جداً، لأن من فقدها يعجز عن تطوير ذاته والارتقاء بنفسه.

إن السعادة الحقيقية للإنسان المسلم لا تنبع من أشياء حوله، حتما لا تكون من مغريات وملذات، إنما تنبع من إحساسه بمباهج التقرب إلى الله - تعالى - ومن نشوة الانتصار على الأهواء والمغريات. إن طابع الرقي الحقيقي هو طابع روحي أخلاقي في المقام الأول.

نَعُد الأيام لاستقباله ليس فقط لصيامه وقيامه، بل إنه أعمق من ذلك بكثير، هو البيئة الصحية، الخصبة التي تساعدنا على تربية أنفسنا، وترقية ذواتنا، إنه قادم استعد بقلبك وروحك، اهتم بالصحة القلبية والروحية قبل الصحة البدنية، غذاؤه النقاء والصفاء، والثناء على الله - سبحانه - والتفكر في فضله ونعمه وآلائه وعظمته، وأن كل شيء يؤول إليه.

جاءنا شهر نستطيع من خلاله تطهير قلوبنا، وسقي شجرة الإيمان بماء العبادة، نرضى بما يقضيه الله - تعالى - لنا، ونحمده على ما جرت به المقادير، ونشكره على آلائه، ونصبر على ابتلاءاته، نعيش المعاني القلبية بكل تفاصيل حياتنا، نشعر بمنة الله علينا أن بلغنا شهراً لا مثيل له، تعجز الأقلام عن كتابة أفضاله، شهر يمنحك ويعطيك الكرامات، يجعل القلوب تفيض بالاعتراف بجميل الله - تعالى - على كل مسلم فوق سطح الأرض، شهر الثناء، شهر استعمال الجوارح في الطاعات، شهر عظيم له هيبته، كريم تنهل منه ما استطعت، تضاعف فيه الحسنات، وترفع فيه الدرجات، فلنستغل كل دقيقة فيه إما بطاعة قلبية روحية أو بدنية جسدية، فلنشمر ونستعد للفوز بالرحمة والمغفرة والعتق من النيران.

‏M.alwohaib@gmail.com

mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي