أشار إلى تحديات غير مسبوقة تواجهها أمتنا

سالم الجابر في اجتماع وزراء خارجية «التعاون الإسلامي»: لتوحيد مواقفنا وسياساتنا.. قدرنا ومصيرنا واحد

وزير الخارجية الشيخ سالم الجابر الصباح
وزير الخارجية الشيخ سالم الجابر الصباح
تصغير
تكبير

- غير مقبول أن نبقى دون رؤية واضحة وشاملة لخطة تجمعنا وتضمن تفعيل العمل الإسلامي المشترك
- آن الأوان للعالم أجمع أن يدرك بأنه لا مجال لمنطقتنا أن تنعم بالاستقرار دون حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية
- تقع على عاتقنا جميعا مسؤولية حماية صورة ديننا والدفاع عنها في مواجهة «الإسلام فوبيا»

دعا وزير الخارجية الشيخ سالم عبدالله الجابر الصباح لتوحيد مواقف وسياسات الدول الإسلامية في مواجهة تحديات غير مسبوقة تواجهها أمتنا، وذلك خلال اجتماع مجلس وزراء خارجية دول منظمة التعاون الإسلامي في دورته الـ49 والمنعقدة في العاصمة الموريتانية نواكشوط خلال الفترة من 16 - 17 مارس 2023.

وألقى وزير الخارجية كلمة دولة الكويت في هذا الاجتماع استهلها بتوجيه التهنئة «بمناسبة قرب حلول شهر رمضان المبارك داعيا الله عز وجل أن يعيده علينا وعلى أمتنا الاسلامية بالخير واليمن والبركات»، معرباً كذلك عن الشكر والتقدير «للجمهورية الموريتانية الإسلامية على ما لمسناه من حفاوة في الاستقبال وكرم في الضيافة... والشكر موصول أيضا إلى جمهورية باكستان الإسلامية على جهودها وعلى ما بذلته خلال رئاستها الدورة الماضية لمجلسنا هذا». كما أعرب عن «بالغ التقدير لمنظمتنا المباركة وأمينها العام وكوادرها الكفؤة على ما يقومون به من جهود خيرة تجاه تفعيل العمل الإسلامي المشترك».

وقال: «يأتي انعقاد اجتماعنا هذا في موريتانيا العزيزة مرفأ الشعر والشعراء وأمتنا الإسلامية تواجه العديد من الأخطار الجسام التي يفرضها ما يشهده العالم من أحوال وأهوال وظروف معقدة وحروب دامية وكوارث طبيعية مقلقة وأوبئة منتشرة. تشكل جميعها تحديات غير مسبوقة باتت لا تعترف بحدودنا الجغرافية كحد لآثارها وتنذر بمرحلة جديدة مليئة بالكثير من الصعاب التي لا قبل لأي دولة منا على مواجهتها والتغلب عليها دون أخواتها وعمقها الإسلامي».

وأضاف: «إن جسامة هذه الصعاب والتحديات تستوجب منا أن نستنهض هممنا ونستجمع قوانا ونوحد مواقفنا وسياساتنا. لنزرع بذور الأمل في قلوب ونفوس شعوبنا التي عانت من مشاعر اليأس والظلم والاجحاف جراء غياب الإرادة الدولية الصادقة في ضمان الحل العادل لقضاياها المستحقة رغم ما يتوافر لديها من قرارات دولية ملزمة أضحى معظمها بكل أسف حبرا على ورق. فمن غير المقبول أن نبقى دون رؤية واضحة وشاملة لخطة تجمعنا وتضمن تفعيل العمل الإسلامي المشترك بشكل تمكننا من نبذ جميع أشكال الفرقة واختلاف وجهات النظر حيال كيفية مواجهة هذه الأخطار والتحديات. لنصل إلى حشد طاقاتنا ومواردنا في سبيل خدمة مصالحنا المشتركة لنجسد بذلك حديث نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في قوله: (مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضوا تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى). ولعل أهم هذه التحديات وأخطرها هي حالة الجمود المزمنة التي تعاني منها القضية الفلسطينية التي ستبقى دائما وأبدا الهم الذي يشغل الوجدان العربي والإسلامي. ولأننا دعاة سلام فقد آن الأوان للعالم أجمع أن يدرك بأنه لا مجال لمنطقتنا أن تنعم بالاستقرار والأمن والازدهار دون حل عادل وشامل لهذه القضية وبشكل يتماشى مع تطلعات الشعب الفلسطيني الشقيق وشعوب الأمة الإسلامية بأسرها».

وتابع «وفيما يتعلق بظاهرة الإسلام فوبيا وما يتعرض له ديننا الإسلامي الحنيف من حملات متعمدة تهدف إلى النيل منه ومن صورته السمحة ولمبادئه الداعية إلى الاعتدال والسلام وقبول الآخر مهما كان مختلفا فإنه تقع على عاتقنا نحن جميعا مسؤولية حماية صورته الحقيقة والدفاع عنها. وفي هذا الإطار أود أن أشيد بالجهود المضنية والمقدرة المبذولة من قبل منظمتنا والتي توجت بإجماع الجمعية العامة للأمم المتحدة على إعلان منتصف شهر مارس من كل عام يوما عالميا لمكافحة ظاهرة الإسلام فوبيا».

واختتم وزير الخارجية كلمته بالتعبير عن الأمل «بأن نتمكن في اجتماعنا المبارك هذا أن نجمع كلمتنا على الخروج بمواقف موحدة ورؤى مشتركة تمكننا من التغلب على كل هذه التحديات التي تواجهنا... لأنه وبكل بساطة... قدرنا ومصيرنا نحن المسلمين واحد».

وتم خلال الاجتماع بحث مجمل القضايا والتحديات الراهنة التي يشهدها العالم الإسلامي وفي مقدمتها تطورات القضية الفلسطينية والتصعيد المستمر في القدس والانتهاكات المتكررة من العدوان الإسرائيلي. كما تمت مناقشة أطر تعزيز التعاون المشترك في مكافحة الإرهاب ومواجهة الاسلاموفوبيا ودعم آليات التعاون المشتركة والوحدة والتضامن بين الدول الأعضاء في المنظمة تكريسا لقيم الدين الاسلامي الحنيف والدفاع عنها.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي