No Script

بحضور سمو رئيس الوزراء في «مركز جابر الثقافي»

«القرين الثقافي 28» كرّم بدر بن عبدالمحسن والفائزين بجوائز الدولة

تصغير
تكبير

- وزير الإعلام: الكويت مرّت بحقب زمنية عدة... تحكي مراحل عظيمة وتسطّر صفحات خالدة
- محمد أبوالحسن: جهود الكويت ودعمها لا محدود... لجميع أوجه النشاط الثقافي والفني والأدبي

في ليلة ختامية غير تقليدية، احتضنها المسرح الوطني بمركز الشيخ جابر الأحمد الثقافي، وازدانت بحضور سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، وباقة من وزراء الإعلام العرب، تقدمهم وزير الإعلام والثقافة وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، أسدل الستار أمس على فعاليات الدورة الـ 28 لمهرجان القرين الثقافي، الذي أُقيم تحت مظلة المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في الفترة بين 5 و15 من شهر مارس الجاري، بعرضٍ مسرحي «فخم» بكل ما للكلمة من معنى، حيث شارك فيه نخبة من نجوم التمثيل والغناء.

كما شهدت هذه الليلة، تكريم «شخصية المهرجان» صاحب السمو الملكي الأمير الشاعر بدر بن عبدالمحسن، حيث أناب عنه نجله الأمير سلطان بن عبدالمحسن، فيما احتفت أيضاً بالفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية لعام 2022.

بدأ الحفل، بكلمة لوزير الإعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري، عبّر خلالها عن سعادته «بهذه الأمسية العامرة بكل ألوان الطيف الثقافي والتي ترتدي حلة التكريم والتقدير لكوكبة من المبدعين الذين أثروا المشهد الثقافي في الكويت وخارجها».

وأضاف «لقد أيقنت الكويت أن العالم يتجه نحو تغيير ثقافي واجتماعي، من أهم تجلياته البحث عن الأفكار الجديدة واستثمارها في بناء مجتمع معرفي، كما آمنت بدور المؤثرين في هذا التغيير».

ولم يُخفِ المطيري فرحته بأن يكون شخصية مهرجان القرين الثقافي في دورته الحالية «أخاً كريماً وفارساً للكلمة، أحد رواد الحداثة في القصيدة الشعبية الحديثة الشاعر المتجدد صاحب السمو الملكي الأمير بدر بن عبدالمحسن بن عبدالعزيز آل سعود».

واعتبر أن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب نافذة الكويت الثقافية على العالم والناظر والمدقق في رزنامة الأنشطة والفعاليات التي صاحبت مهرجان القرين هذا العام.

في جانب آخر، أشاد المطيري بجهود القائمين على العرض المسرحي التاريخي «سدرة اللؤلؤ»، مؤكداً أن التاريخ يُعد مرآة الشعوب، ويعكس ماضيها ويصف حاضرها وتبني على هدى منه مستقبلها، وهو ذاكرة الأمم ومستودع تجاربها.

ولفت إلى أن الكويت مرّت بحقب زمنية عدة تحكي مراحل عظيمة وتسطر صفحات خالدة من البذل والعطاء لأهلها منذ النشأة وحتى وقتنا الحاضر.

كلمة الفائزين

بدوره، قال المستشار بالديوان الأميري محمد أبوالحسن الفائز بجائزة الدولة التقديرية في مجال الخدمات الثقافية في كلمة ألقاها نيابة عن زملائه المكرمين الفائزين بجوائز الدولة التقديرية والتشجيعية لعام 2022 «إنه لشرف عظيم لي أن أقف أمامكم متحدثاً في هذا الحفل الكريم باسمي وباسم الاخوان والأخوات الكرام الذين تم اختيارهم لنيل جوائز الدولة التقديرية والتشجيعية»، لافتاً إلى جهود حكومة الكويت ودعمها اللامحدود لجميع أوجه النشاط الثقافي والفني والأدبي في البلاد وحرصها على استمرار الرقي والتطور للكويت وشعبها.

«مراسم التكريم»

في غضون ذلك، بدأت مراسم التكريم، حيث اعتلى سمو رئيس الوزراء ووزير الإعلام والأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب بالإنابة الدكتور محمد الجسار منصة التتويج للاحتفاء أولاً بشخصية المهرجان الشاعر بدر بن عبدالمحسن، الذي أناب عنه نجله سلطان، حيث أهداه سموه لوحة من عمل الفنان الكويتي أحمد مقيم، وشهادة بخط الفنان الكويتي جاسم المعراج.

أيضاً، جرى تكريم الحاصلين على جوائز الدولة التقديرية لعام 2022، وهم الدكتور مرسل العجمي في مجال الدراسات الأدبية والنقدية واللغوية، والفنان محمد الشيخ الفارسي في مجال الفنون التشكيلية، والمستشار محمد أبوالحسن في مجال الخدمات الثقافية.

وكذلك الفائزون بجائزة الدولة التشجيعية في مجال الفنون، وهم الفنان عبدالله العتيبي عن عمله «انتظار» في مجال الفنون التشكيلية والتطبيقية «الرسم» والفنان عبدالله بهمن عن دوره بمسلسل «الناموس» في مجال التمثيل التلفزيوني والسينمائي، والمخرج علي البلوشي عن مسرحيته «الطابور السادس» في مجال الإخراج المسرحي.

وفي مجال الآداب، حصل على جائزة الشعر عائشة العبدالله عن ديوانها «واقفة على قلبها كنخلة»، فيما حصل أحمد الزمان على جائزة الرواية عن رواية «آدم ينحت وجه العالم». كما فازت الدكتورة سعاد العنزي بجائزة الدراسات اللغوية الأدبية والنقدية عن عملها «نساء في غرفة فرجينيا وولف». وفي مجال تطبيقات الأجهزة الذكية، فاز محمد السريع عن تطبيق «eventat».

العرض الملحمي جسّد مسيرة البلاد وحكامها منذ الجذور

«سدرة اللؤلؤ»... نضجت فأثمرت حب الكويت ورموزها

انطلق العرض المسرحي التاريخي «سدرة اللؤلؤ» الذي يُجسّد تاريخ الكويت ويحكي أصالة شعبها الذي امتدت جذوره عبر الزمان وانساب عرق كفاحه، ليروي أرضاً شهد لعراقتها كل مَنْ مر بها.

ومثلما كانت الكويت دائماً تُحاكي السدرة الأصيلة المباركة، جذعها الصامد يروي مسيرة وطن بالقيم والعزم نهض، وأغصانها تُلوّح للقريب والبعيد بخير لا ينفد وعطاء لا يزول.

واستحضر العرض كويت الماضي لتحاكي اللؤلؤ النفيس، رمز المسيرة المفعمة بالبطولة، إذ كان الأجداد الكويتيون ينتزعون اللآلئ بعد مضي شهور وأيام بين فكي المجهول لتسافر إلى كل أرجاء الأرض، فتتحلى بها نساء العالم، ويعود ثمنها بالازدهار والرخاء على الكويت الوطن الذي بُني بسواعد أبنائه، وأصبح وجهاً للتجار والمؤرخين والرحالة.

وقد وثّق هذا العمل التاريخي الملحمي الدرامي الذي أشرفت على إنتاجه وزارة الإعلام بالتعاون مع «مجلس الثقافة»، أهم الأحداث التاريخية التي عاشتها دولة الكويت في الماضي والحاضر، والتي دوّنها مجموعة من الباحثين والرحالة والمؤرخين العالميين.

وصوّر العرض في ثماني لوحات درامية غنائية استعراضية ملامح الكويت كما رآها الآخرون عبر منعطفات الأزمنة المختلفة ومسارات التاريخ، منذ عصر الإغريق الذين ألقوا بظلالهم في فيلكا وتركوا آثارهم على أرضها، مروراً بشعراء العرب القدامى ممن ذكروا الكويت في قصائدهم، إلى علماء الجغرافيا العرب والرحالة الأوروبيين الذين مروا عليها في رحلاتهم وسجلوا هويتها في خرائطهم، وصولاً إلى القرن العشرين.

وصورت كل لوحة حقبة تاريخية معينة، شارك فيها حشد كبير من النجوم والممثلين والمجاميع التعبيرية، كما احتضنت اللوحات عدداً من الأغنيات والاستعراضات التي تشارك فيها فرقة «الماص» للفنون الشعبية وفرقة «أورنينا» للرقص.

الإبهار البصري

رغم الأحداث التاريخية التي يتناولها «سدرة اللؤلؤ»، إلا أن عامل الإبهار واستخدام تقنيات المسرح كانت هي الأبرز في كل اللوحات التي قدمت، حيث وظف مخرج العرض عبدالله عبدالرسول كل الإمكانات الموجودة في المسرح لتقديم عرض ملحمي يحمل في مضمونه عبق الماضي الجميل ومسيرة مليئة بالخير.

كذلك، نجح عبدالرسول في توظيف النجوم الكبار بشكل مذهل سواء في دور الشعراء أو العلماء، ليقدم صورة مسرحية تُحاكي كل هذه الحقب. كما كان لاستخدام الاستعراض والغناء دور فعّال في التعبير على الخشبة، فضلاً عن الأزياء التي شكلت لوحات فنية بكل تفاصيلها.

أما إدارة المسرحية، فقد شهدت حالة كبيرة من الانضباط في الحركة ودخول وخروج الممثلين، لكن السينوغرافيا كانت سر جمال هذا العرض، حيث كان عنوانها الإبهار والانصهار مع الممثلين.

فريق العمل

فكرةُ العرض والبناء الدرامي والحوار للمخرج عبدالله عبدالرسول، أما تأليف المشاهد وجمع المعلومات التاريخية والوثائق والحوار للكاتب محمد الرباح. كما ساهم مركز البحوث والدراسات الكويتية في مراجعة المادة التاريخية والمعلومات التي يتضمنها العرض.

وكتب كلمات الأغاني الشاعر عبدالرحمن العوضي، وصاغ الموسيقى والألحان مشعل حسين وفهد الحدّاد. وصمم سينوغرافيا العرض حسن الملا، أما تصميم وتنفيذ الأزياء فتولت مهامه إيمان السيف، وأدار سعود المسفر المؤثرات الصوتية الخاصة، وتولّت الدكتورة نورة القملاس الإشراف الموسيقي، وفيصل العبيد الإشراف التقني.

المشاركون في العرض

شارك في العرض كوكبة من الممثلين بينهم سعاد عبدالله، محمد المنصور، جاسم النبهان، حسين المنصور، عبدالعزيز المسلم، طارق العلي، حمد العماني، شيماء سليمان، نادر الحساوي، فاطمة الطباخ، محمد صفر، حمد أشكناني، ميثم بدر، يوسف الحشاش.

كما شارك في الغناء كل من، عبدالله الرويشد، نوال، سليمان العماري، إبراهيم دشتي، شيماء سليمان، بدر نوري، شهد العميري، والطفلة زينة الصفار.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي