من الخميس إلى الخميس

احنا غير

تصغير
تكبير

بالكويتي، احنا وضعنا خاص، احنا غير، ولا بد أن يُدرك جموع الشعب الكويتي الحبيب أننا غير.

يعني الاقتصاد عندنا غير والسياسة غير وحتى الطبيعة غير، احنا لنا وضع خاص مثال على ذلك المطر الذي يهطل من السماء، هذه النعمة الربانية يأتي وراءها الخير في كل مكان، احنا عندنا غير، المطر يُتلف الشوارع ويُطيّر الحصى ويُكسّر المعاونات وزجاج السيارات، مو علشان شوارعنا فيها غش لا سمح الله لا، لكن مطرنا غير، آخر المعلومات تقول إن هناك نسبة حموضة وكيماويات عالية في قطرات المطر الكويتي، وهذه الحموضة والكيماويات هما السبب في تآكل الشوارع وتلك الحُفر الكثيرة، يعني مطرنا غير، وبناء على ذلك لا يجب علينا لوم وزراء الأشغال المتعاقبين؛ والمشرفين على الطرق؛ واللي ينالون المناقصات بالواسطة، لا تثريب عليهم جميعا فالعلّة ليست منهم، جميعهم مخلصون ليس لهم ذنب، الذنب أن مطرنا غير، كما قال الشاعر أحمد مطر:

العلَّةُ في سُوءِ البذْرةِ

العِلّةُ لَيسَتْ في النَّبْتِ

منذ عقود كنت أسمع من بعض المسؤولين في بلادنا أن الكويت لها وضعية خاصة، آنذاك لم أكن أفهم معنى ذلك، لكن أحمدُ الله الذي أطال بعمري حتى أرى هذه الوضعية الخاصة، لدينا وضعية خاصة وكأنها وصفة سرية لا يعلمها إلّا قليل.

وزراؤنا في الكويت لهم وضعية خاصة أيضاً، فالوزير لدينا له وظيفة سياسية فقط، ما المقصود من ذلك؟ لا نعلم، لهذا يتم تغيير الوزير في سنة أو سنتين وأحياناً لشهورعدة، فنحن شعب قليل العدد ولا بد أن ينال الجميع هذا المنصب فالمنصب السياسي حق للجميع.

أستغرب من المعارضة التي تنتقد الأوضاع! لماذا النقد؟ ألم تصلها بعد تلك المعلومة، لا بد من إبلاغهم وإقناعهم، كما اقتنعنا نحن، بأن الكويت غير، وعليهم ألا يسعوا للتغيير وأن يَدَعونا على طمام المرحوم.

المهم أن نكون غير في كل شيء ولا يزعل منا أحد كما قال فولتير: «من الخطير أن تكون على حق عندما تكون الحكومة على خطأ».

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي