No Script

ربيع الكلمات

حتى لا تنهار السبحة... وتتمدّد التداعيات!

تصغير
تكبير

‏«ودائعكم ستكون موجودة عندما تحتاجون إليها، دافعو الضرائب لن يتحمّلوا مسؤولية تعويض خسائر المُودعين والأزمة تحت السيطرة والحكومة تضمن أن يستعيد المُودعون أموالهم، الأموال من الرسوم التي تدفعها البنوك لتأمين الودائع». جون بايدن - الرئيس الأميركي.

ذكرَ صندوق النقد الدولي‬، أنه يرحب بالخطوات الحاسمة التي تم اتخاذها بواسطة ‫الاحتياطي الفيديرالي‬ و‫وزارة الخزانة‬ الأميركية ومؤسسة التأمين الفيديرالية لمعالجة المخاطر النظامية الناتجة عن إخفاق SVB، وأن المسؤولين بالصندوق يتابعون تطور الوضع والآثار المحتملة على الاستقرار المالي العالمي.

وقالت شبكة «سي إن إن» الأميركية، إن بنك سيليكون الأميركي، ومقره ولاية كاليفورنيا، شهد انهياراً واضحاً صباح الجمعة، وبعد 48 ساعة شهدت تدفقات البنك أزمة في رأس المال في ثاني أكبر فشل لمؤسسة مالية في تاريخ الولايات المتحدة.

ونشرت مجلة «إيكونوميست» (The Economist) البريطانية تقريراً عن انهيار «بنك وادي السيليكون» SVB، واستعرضت أسباب الانهيار وتأثيره على النظام المالي في الولايات المتحدة، وقالت إن سعر سهم البنك - الذي يختصر اسمه «إس في بي» (SVB)- انخفض بنسبة 60 في المئة يوم الأربعاء ثم 70 في المئة الجمعة، وفشلت كل مناشدات إدارته للعملاء بدعمه، وأخيراً تم الإعلان عن وقف التداول في أسهمه وحجز ودائع عملائه، ما يعني الإعلان عن انهياره.

والسؤال هو ما هو حجم تأثير بنك SVB على الاقتصاد الأميركي؟

لا شك أن التأثير سيكون كبيراً إن لم تتم معالجته وطمأنة الناس، لأنه يعتبر البنك الـ 16 من حيث الحجم في الولايات المتحدة الأميركية وبأصول تقدر بـ 210 مليارات دولار، نحو 24 في المئة من قروض البنك مُنحت لشركات التكنولوجيا، و 9 في المئة لشركات ناشئة، وزادت قاعدة الودائع من 44 مليار دولار في 2017 إلى 189 مليار دولار في 2021.

ولأن البنوك تجني الأرباح من الفارق بين سعر الفائدة الذي تدفعه على الودائع والسعر الذي يدفعه المقترضون، فإن وجود قاعدة ودائع أكبر بكثير من دفتر القروض يمثل مشكلة يقتضي حلها حصول البنك على أصول أخرى تحمل فائدة، لذلك كان البنك قد استثمر بنهاية 2021 مبلغ 128 مليار دولار، معظمها في سندات الرهن العقاري وسندات الخزانة بأسعار مرتفعة ولمدة 10 سنوات وبأرباح 1.5 في المئة، وتغير هذا الأمر بعد ارتفاع الفائدة وعمليات السحب من البنك.

وقال دينيس إم كيليهر، الرئيس التنفيذي لشركة بتر ماركتس: «تدهورت حالة بنك وادي السيليكون بسرعة كبيرة وهذا لأن المودعين كانوا يسحبون أموالهم بسرعة كبيرة لدرجة أن البنك كان مُعسراً، وكان الإغلاق خلال اليوم أمراً لا مفرّ منه».

ومن الدروس المستفادة من هذا الانهيار هو أن حتى الاستثمارات الآمنة قد تشكّل خطراً على الأموال إن لم تكن هناك حصافة في حسن إدارة المال، خصوصاً أنه تم تسييلها قبل الموعد للوفاء بالالتزامات.

ولعلّ أهم درس هو التدخل وحل مشكلة البنك في وقت مبكر سيجنب العالم أزمة في غنى عنها، خاصة على الشركات الناشئة والتكنولوجيا، وأن ذاكرة الناس لم تنس ما حدث في 2008، ولكن المقارنة في غير محلها وذلك لأن انهيار بنك الرهونات العقارية يتجاوز 3 أضعاف بنك SVB.

ولكن المهم هو توقف هلع الناس والتوقف عن الخوف والسحب من البنوك حتى لا تنهار بنوكٌ أخرى... وتفرط السبحة ومن الواضح أن المستقبل يحمل مفاجآت.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي