No Script

مشروع الجامعة الأميركية في الكويت... الأول من نوعه في البلاد

أسماء الكنعان: جمع وتوثيق المرويات الشفوية لتدوينها وتكملة الناقص من التاريخ المكتوب


أسماء الكنعان
أسماء الكنعان
تصغير
تكبير

- هناك العديد من الأحداث لا يتم تدوينها والحفاظ عليها
- لمسنا تقصيراً في ترجمة التاريخ في العالم العربي
- ما يميز المشروع توفير المقابلات بالعربية والإنكليزية

رأت رئيسة مكتبة الجامعة الأميركية في الكويت أسماء الكنعان، أن الدول تُولي أهمية كبيرة لتوثيق الأحداث والمحطات التاريخية التي مرت بها، إذ تسعى لحماية إرثها الوطني من الاندثار، فيما تجدد مناسبة الأعياد الوطنية أهمية الحفاظ على هذا التاريخ، وقد كان لمكتبة الجامعة بدعم من شركة الكويت القابضة «كيبكو»، دور كبير في الحفاظ على القصص التاريخية الكويتية، من خلال مشروع توثيق التاريخ الشفوي.

وقالت الكنعان في حوار مع «الراي»، إن المشروع يعتبر الأول من نوعه في الكويت، وهو يختص بإجراء مقابلات معمقة حول موضوعات مختلفة، بهدف توثيق تجارب أجيال عاصرت محطات هامة في تاريخ الكويت، كما يمكن استخدام هذه المقابلات للبحث أو كمقتطفات في الإذاعة أو المقاطع الوثائقية أو المعارض العامة.

وفي ما يلي تفاصيل الحوار:

• ما هي فكرة المشروع وأهدافه؟

- التاريخ الشفوي منهج بحثي لتدوين التاريخ، سواء أكان تاريخ المؤسسات أو الأحداث المهمة التي مرت بالكويت، ويتم فيه جمع وتوثيق روايات الأشخاص لتكملة الناقص من التاريخ المكتوب، وتكمن أهمية المشروع، في أن العديد من الأحداث التي لا يتم تدوينها والحفاظ عليها، لكن المشروع هدفه تدوين هذه القصص لسد النقص وحفظ التراث، والجامعة كانت سباقة في إطلاق المشروع، حيث بدأت فكرته من مركز دراسات الخليج في الجامعة، وانتقل لاحقاً إلى المكتبة، ليتم إطلاقه رسمياً في عام 2020، حينما نشرت مقابلات على الموقع الإلكتروني، وأصبحت متاحة للجميع.

• ما هي الفئات التي يمكن أن تستفيد من المشروع؟

- المشروع عام لجميع الأفراد، ولا يقتصر على منتسبي الجامعة ولا على الكويت فقط، بل يمكن للمهتمين من جميع دول العالم الاستفادة منه، الأمر الذي يساعد على إيصال تاريخ الكويت للعالم، كما يستفيد منه الباحثون بمعلومات ومراجع تاريخية. لمسنا تقصيراً في ترجمه التاريخ في العالم العربي، وهناك العديد من الكتب التي لم تترجم، لكن ما يميز مشروعنا هو توفير المقابلات باللغتين العربية والإنكليزية، ليتاح استخدامها من قبل الجميع.

• كيف يتم إجراء المقابلات وتدوينها؟

-الوصول للأشخاص المعنيين ليس سهلاً، حيث إنهم من كبار السن، كما تكون المقابلات مطوّلة، وتتم خلال زيارة الضيف 3 أو 4 مرات. ونقوم عادة باقتراح عدد من الأسماء الذين نود مقابلتهم، ثم يقوم هؤلاء بدورهم بإيصالنا لأشخاص آخرين، لتتسع بذلك دائرة مصادرنا. وقد وصلنا حالياً إلى نحو 22 مقابلة تم نشرها على الموقع، ونعمل حالياً على إجراء عدد آخر من المقابلات.

• ما أبرز الحقبات التاريخية التي يتضمنها المشروع؟

- يتضمن المشروع أرشفة لعدد من المحطات المهمة في التاريخ مثل اكتشاف النفط والتطور العمراني المدني والغزو العراقي وغيرها، كما يوجد تسلسل زمني للحقبات التي يتم التركيز عليها في المشروع، فنبدأ في المقابلة منذ ولادة الراوي والأحداث التي عاصرها في طفولته، وننتقل إلى الأحداث التي تتعلق بالتعليم واكتشاف النفط وفترة الغزو، وهكذا نتبع الطريقة نفسها مع جميع الرواة.

• كيف يساهم المشروع في دعم البحث العلمي؟

- تتجه المكتبات حالياً إلى صناعة المحتوى، وليس فقط تنظيمه وترتيبه، وهو ما تفعله مكتبة الجامعة، فهذه المقابلات تعتبر من المصادر الأولية للبحث، الأمر الذي يساعد الباحثين على الاستفادة من المحتوى المتعلق بتاريخ الكويت باللغتين العربية والانكليزية، كما أن المعلومات متوافرة كتابياً وكتسجيلات صوتية، الأمر الذي يجعلها سهلة الاستخدام.

• ما هي خطط المشروع في المستقبل؟

- هناك الكثير من الخطط التي نرغب في تنفيذها، بالتعاون مع جهات داخل وخارج الكويت، منها المشاركة في المعارض والفعاليات كالتعاون مع معرض الفن المعاصر، بحيث يتم تعريف المجتمع الكويتي بالمشروع، واستعراض المحتوى الذي تم توثيقه من الرواة، إضافة إلى إقامة أنشطة داخل الحرم الجامعي، وتعليم الطلبة التاريخ الشفوي كأحد المناهج البحثية من خلال المقررات الدراسية.

أبرز الشخصيات التي تمت مقابلتها

ذكرت الكنعان أن فريق المشروع أجرى مقابلات مع العديد من الشخصيات البارزة، منهم:

• المهندسة سارة أكبر، التي روت قصتها كأول امرأة تعمل في حقول النفط.

• السيدة لولوة الملا، التي تحدثت عن طفولتها فترة الأربعينات وعن الجمعية الثقافية الاجتماعية النسائية.

• السفير عبدالله بشارة تحدث عن اكتشاف النفط والحضور البريطاني في الكويت.

• ماما أنيسة تحدثت عن عملها في التعليم وفي وزارة الإعلام.

• ناقشت السيدة لولوة القطامي السياسة في الكويت قديماً.

• الوزير الأسبق الراحل محمد السنعوسي سرد صفحات من طفولته في الصالحية بجبلة، وعن ذكرياته المبكرة، بما في ذلك مشاهدة الأفلام في منازل الحي والمدارس التي التحق بها.

فريق المشروع وآلية العمل

قالت الكنعان إن فريق التوثيق الشفوي يتكون من مديرة المشروع ريم العلي، ومنسق المشروع عبدالعزيز المحميد، حيث يعملان وفق الآلية التالية:

• إجراء المقابلات وتفريغها وترجمتها.

• يأتي دور الزملاء الذين يقومون بالفهرسة والتصنيف والدعم الفني.

• نشر المقابلات على الموقع الإلكتروني الخاص بالمشروع.

• فهرسة المقابلات في مكتبة الجامعة ليصل إليها جميع الأفراد من مهتمين وباحثين.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي