خلال أمسية حاضر فيها حمزة عليان وأدارتها حصة الملا
«الملتقى الثقافي»... طالع «تاريخ الأقليات في الكويت»
- عليان: لم أجد تعريفاً موحّداً متفقاً عليه لمفهوم الأقليات
نظّم الملتقى الثقافي أمسية بعنوان «قراءة في تاريخ الأقليات في الكويت... اليهود والمسيحيين والأرمن» ضمن موسمه الـ 11، حاضر فيها الكاتب حمزة عليان وأدارتها الدكتورة حصة الملا، وسط حضور الخبير الدستوري الدكتور محمد الفيلي، والقائم بالأعمال في السفارة اللبنانية أحمد عرفة، والسفير الكويتي حمد بورحمة، إلى جانب جمع من الأدباء أبرزهم الروائية ليلى العثمان والناقدة ليلى أحمد والكاتب الصحافي مظفر عبدالله وغيرهم.
«لا علاقة لها بالشأن السياسي»
وفيما أشارت الملا في كلامها إلى أن «المحاضرة هي كشف لتعايش الأقليات في المجتمع الكويتي، بعيداً عن أي علاقة لها، وبأي شأن سياسي»، بدأت كلامتها بالقول «نحن اليوم في حضرة كاتب اختار أن يكتب عن الأقليات التي عاشت على أرض الكويت، اليهود ثم المسيحيون وأخيراً الأرمن، ولعل أهم ما يميز الكويت في سنوات النشأة ذلك التنوع الاجتماعي الثري فكرياً وعلمياً ومهنياً، متمثلاً في جاليات عدة زارت الكويت وأقامت فيها طلباً للرزق والأمان».
وتابعت «ولكل من اليهود والمسيحيين والأرمن في الكويت قصة انتقال وترحال مختلفة، أسباب بقاء أو رحيل مختلفة، مهن وسبل عيش مختلفة، وبعض الخصائص تجمعهم لكن لكل منهم خصوصية سواء دينية أو مجتمعية تميزه».
مفهوم الأقليات
أما عليان، فقال بدوره: «عنوان الندوة يدفعنا للدخول في الحديث عن ماهية الأقليات والتعريف بها والاختلاف حولها. لم أجد تعريفاً موحداً متفقاً عليه لمفهوم الأقليات (أي المجموعات السكانية)، وغالباً ما يشار في أدبيات الأمم المتحدة إلى أن وجود أقلية هو مسألة واقع.
وفي عملنا، وما قمنا به من إصدارات تتعلق بتاريخ المسيحيين واليهود والأرمن في الكويت نذهب للمساعدة بفهم تاريخ هذه المجموعات وكيف تعايش معها المجتمع الكويتي وتقبلها بالدرجة الأولى، وهل حصل اندماج وتعايش مشترك من قبل تلك الأقليات مع المجتمع الكويتي والمجموعات التي تقاسمت معها الاستقرار في هذا البلد».
اليهود في الكويت
أما عن كتابه «اليهود في الكويت وقائع وأحداث»، فقال: «تجربة اليهود في الكويت اكتسبت بُعداً خاصاً طبعت معالمها المسيرة الفنية للأخوين صالح وداوود بن عزرا اللذين اشتهرا بصالح وداود الكويت، إذ نالا قسطاً وفيراً من الشهرة الفنية، وهذا الكتاب عبارة عن دراسة جامعية لتاريخ اليهود في الكويت، اتبعنا فيه منهج الرصد والتجميع للحوارات وأوردنا الروايات المختلفة للواقعة الواحدة».
المسيحيون في الكويت
وانتقل بعدها للحديث عن كتابه «المسيحيون في الكويت»، فقال: «عندما تم الشروع في إعداد مادة الكتاب ووضع خطة عمل بعد قراءات متصلة بخصوص تاريخ المسيحيين والكنائس في الكويت، وجدنا الكثير من الأخطاء والتضارب بالروايات، عندها سلكنا طريقين، الأول آثرنا النزول إلى الميدان، أما الطريق الثاني الذي اتبعناه فهو اعتماد منهج التاريخ المحايد وإيراد الروايات والأحداث المتضاربة وشرح ما يعتريها من نواقص»، مشيراً إلى أنه «تم جمع نحو 29 كتاباً صدرت باللغتين العربية والإنكليزية».
الأرمن في الكويت
أما عن كتابه «الأرمن في الكويت» فقال: «راودتني فكرة الكتاب كوني كنت على الدوام أسعى للقاء شخصيات أرمنية للتعرف على أحوال الجالية والكنيسة، فأقمت علاقات طيبة مع مطارنة الأرمن بالأخص المطران ماسيس زوبويان، ورجال الدين وعدد آخر من رجال الأعمال وأبناء الجالية الذين يعيشون في الكويت»، لافتاً إلى أن «الكتاب يبحث ويجيب عن تاريخ تواجد هذه الجالية منذ أربعينات القرن الماضي في دولة احتضنتهم وأحبوها».
بصمة كبيرة
تحدّث مؤسس ومدير الملتقى الأديب طالب الرفاعي في بداية الأمسية قائلاً: «قُدر للكويت استقطاب الكثير من المفكرين والأدباء والفنانين، البعض يمر مرور الكرام، ويذهب من دون أن يترك بصمة، والبعض يصرّ بكل حب وإخلاص وتفان وعطاء دائم على أن يترك بصمة وبصمة كبيرة، والأمثلة كثيرة جداً».
وتابع: «متحدث الأمسية عليان ستكون له بصمة كبيرة، إذ منذ وصوله إلى الكويت وهو يعتبر نفسه ابناً لها، ويُحمّل نفسه مسؤولية أن يكون مشاركاً في الحدث الثقافي والإعلامي والاجتماعي، فقد أمضى قرابة 57 عاماً في الإعلام والصحافة».