من منظور آخر

المرأة ليست أمك أو أختك

تصغير
تكبير

في يوم المرأة العالمي، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي تحديداً نقرأ عبارات مثل المرأة هي أمي وأختي ووجب علينا احترامها والكثير من تلك العبارات المشابهة، ليس في يوم المرأة فقط بل حتى في أي قضية حقوقية نسائية نقرأ ونسمع مثل تلك العبارات من أشخاص يعتقدون بأن تلك العبارة هي دعم لقضايانا، لكن في الواقع تلك العبارات تثبت العكس.

عندما نتكلم اليوم عن حقوق المرأة فنحن نتحدث عن حقوق جميع النساء باختلافاتهن، قد لا يشبهن أمك ولا أختك، نساء مختلفات بالثقافة والحياة الاجتماعية وبالتفكير والمظهر والأخلاق، ما يعني أن تدعم حقهن جميعاً مهما كانت الاختلافات وحتى لو لم تكن ضمن معتقداتك، فهي تستند وتطالب بحقوقها بناءً على مواطنتها وكونها مواطنة شريكة معك في هذه الدولة، كما تنص عليه المادة 29 من الدستور الكويتي: «الناس سواسية في الكرامة الإنسانية وهم متساوون لدى القانون في الحقوق والواجبات العامة لا تمييز بينهم في ذلك بسبب الجنس أو الأصل أو اللغة أو الدين»، فليس بالضرورة أن تكون أمك أو أختك حتى تحصل على حقوقها المدنية وحقها بالحرية والأمان.

جملة: «هي أمي وأختي» هو خطاب ذكوري لا يزال يمارس الوصاية والسلطة، هل يجب أن تشعر المرأة بالامتنان والتقدير عندما تسمع مثل هذه الجملة؟ هي تستمد قوتها وصوتها العالي من حقها المكفول في الدستور الكويتي، أي أن كل امرأة تعلم ما هي حقوقها وتناضل من أجل الحصول عليها بناءً على كونها مواطنة ولها كامل الأحقية بالحصول على حقوقها المدنية مثلك تماماً وليس لأنها أختك، كما أنه ليس بالضرورة أن تكون بمثابة أمك أو أختك حتى ترضى عنها أو عن حقوقها، ليست كل النساء عائلتك وقد لا تربطك بها أي شيء، وحتى أمك وأختك هن مساويات لك بالحقوق والحريات في مجتمع مدني قائم على الدستور.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي