وجع الحروف

قراراتنا أبطأ من «مشي السلحفاة»...!

تصغير
تكبير

ذكرت وصفاً لبطء اتخاذ القرارات الإصلاحية بمشي السلحفاة في مقالين، الأول بعنوان «العالم المجهول» نشر في 8 يناير 2009، والثاني عنون بـ «بداية السقوط الحر» في 27 سبتمبر 2012.

والشاهد إنه وبعد أكثر من 14 عاماً أثبتت الأحداث والمجريات والمعطيات أن قراراتنا الإصلاحية أبطأ من «مشي السلحفاة» بكثير... فهي شبه ثابتة!

نتحدث عن الإصلاح والنوايا الإصلاحية والتغيير للأفضل لكن المحصلة نسبة وتناسب تكاد لا تذكر مقارنة بالدول المجاورة ودول العالم التي شهدت تطوراً.

معقولة... مشروع يتم إنجازه في أقل من عام ويتم تنفيذه في الكويت خلال أعوام عدة... وبتكلفة مبالغ فيها: فيه شيء خطأ!

السبب في تأخر العملية الإصلاحية يعود لتضارب المصالح أو لاعتبارات لا تمت للخطط والقرارات الإصلاحية السليمة بأي صلة.

وهنا تعود بي الذاكرة إلى عام 2010، أثناء إحدى مقابلاتي الخاصة بدراسة الدكتوراه مع الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات الكويتية.

ذلك الرئيس هو «المالك الرئيسي» للشركة، «ونحن خارجين من المقابلة سألني بشكل ودي ها... شنو تشوف؟» ولم أستطع الرد عليه بإسهاب نظراً لخصوصية وسرية المعلومات، لكن قلت له «تبي نصيحتي... اترك المنصب التنفيذي لشخص آخر متخصص فملكيتك تعزز تدخل عاطفتك عند اتخاذ القرارات وصناعة القرار الاستثماري تعود لبيوت استشارية يؤخذ برأيها»!

يقول جوناثن جوسلنج، وهنري منتزبرج، «إن القيادة من دون أساس إداري جيد، تعتبر مدمرة»... لاحظ مفردة «مدمرة»... فعندما تأتي بقياديين لا يمتلكون خبرة إدارية طويلة ولم يعملوا بوظائف تنفيذية فإنهم بذلك قد دمروا المؤسسات التي وضعوا لقيادتها.

هناك تحليل واحد فقط لما يجري وهو «إن تعيين القياديين يفتقر للمهنية والمعايير السليمة» منها تقديم المصلحة الخاصة على العامة!

وإن كنا نمشي أبطأ من مشي السلحفاة، فهذا لا يعطينا الحق بالوقوف بجانب المتشائمين، بل من واجبنا غرس روح التفاؤل دون تفريط وبتحفظ عبر توجيه النصيحة لعل وعسى أن تحصل «الهزة/النفضة» للخروج من النهج المتبع.

الزبدة:

الإصلاح مفهومه واضح ولا تجتمع المصلحة أو العلاقات الشخصية أو أي اعتبارات آخرى معه.

كل ما ينقصنا هو«اتخاذ القرارات الصحيحة» المبنية على أسس علمية ومن دون أي انحياز لطرف أو لآخر ومن دون وضع «المصلحة» على الخط!

متى ما حصلت «هزة/نفضة» إدارية محايدة تقدم أهل الشرف من الأخيار للقيادة، ستتولد لدينا حينئذ قناعة بأن النهج قد تغير وسنرى مشاريع تنموية تنفذ في أقل من عام وبمردود طيب على البلد والعباد وسيساق كل «حرامي ولص» إلى السجن وتعود الأموال المنهوبة، وتتحسن العلاقات بين المجتمع ومؤسساته، وهو التطبيق الفعلي للآية الكريمة «وقفوهم إنهم مسؤولون»... الله المستعان.

terki.alazmi@gmail.com

Twitter: @TerkiALazmi

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي