ثاني عروض مهرجان «أيام المسرح للشباب 14»
«ثغرات» معهد «الفنون المسرحية»... فكر واع وناضج
«تذكر أنك إنسان لا تؤذي خلق الرحمن»... هذه كانت كلمة مؤلف ومخرج عرض مسرحية «ثغرات» سلطان محمد المذن، ثاني العروض المنافسة بمهرجان «أيام المسرح للشباب 14»، والذي قدمته فرقة المعهد العالي للفنون المسرحية.
المسرحية التي مزجت بين الكوميديا السوداء والتراجيديا في طرحها، دارت قصتها حول مجموعة من المسوخ الذين يحلمون في عيش حياة كريمة تتحقق فيها أمانيهم، لكنهم يصطدمون بأشخاص يقفون عائقاً أمام تحقيق ذلك الأمر، لدرجة أنهم باتوا ممنوعين من تكوين العائلة والضحك والابتسامة وحتى التمسك بالأمل، في رسالة واضحة تدعو الإنسان إلى المطالبة بحقوقه وعدم السكوت عنها حتى لا يصبح مسخاً يوماً من الأيام.
أداء الممثلين من دون استثناء كان مقنعاً، متقناً، متناغماً، أشبه بالنوتة الموسيقية، باستثناء شخصية واحدة، تلك المتمثلة بالسكّير والتي كانت دخيلة لا تتماشى مع فكرة المسخ، إلى جانب أنهم وقعوا في فخ التشكيل اللغوي، في حين جاء تلاحم بقية عناصر العرض المسرحي المتمثلة بالديكور الذي صممه فهد الرشيد، والإضاءة التي صنعها فاضل النصار، والموسيقى التي أبدع فيها هاني الهزاع، والمكياج الذي رسمته زينة اليوسفي، والأزياء التي صممت بأنامل حصة العباد، ليشكل نجاحاً يضاف إلى إبداع التمثيل.
ومع ذلك كله، وقع «ثغرات» في فخ الإطالة، إذ تسلل الملل إلى المتلقي، ما جعله يفقد في بعض الأحيان متعة الفرجة البصرية.
في النهاية تبقى «ثغرات» تجربة شبابية تمكنت من خلال فكر مؤلف واعٍ ومخرج ناضج - مازال في سنته الدراسية الثالثة بالمعهد - متمكن من أدواته المسرحية، مع اختيار موفق لفريق العمل أن تعبر إلى بر الأمان، وتكون بذلك منافساً شرساً على الجوائز.
يذكر أن العمل من بطولة ضاري الرشدان، يوسف العبدالرزاق، محمد المنصوري، صقر الشحي، أحمد الرشيدي، يونس الشرهان، هبة العبسي، علي قاسم، وبمشاركة أحمد العريفي، محمد الخراز، حسين الفارس وإسحاق أيوب.
ندوة تطبيقية
أعقبت العرض، ندوة تطبيقية أدارتها المذيعة إسراء جوهر بحضور المؤلف والمخرج، شارك فيها مجموعة من النقاد والدكاترة والطلبة أيضاً، وأبرز المشاركات ما قالته الناقدة ليلى أحمد «إن كان المخرج يريد التطور ومواجهة المجتمع الشرس عليه أن يستمع إلى النقد الإيجابي والسلبي لأجل مصلحته»، في حين قال عميد المعهد العالي للفنون المسرحية الدكتور حسين الحكم «لن أمدح العرض أو أتكلم عنه، لكن ما لفتني التعاون بين المتنافسين جميعاً، وهو أمر جميل وشريف ورائع، وسيطور الحركة المسرحية في الكويت. بابي مفتوح أمام كل شاب لديه طموح (وأنا بالشوفة لكم وتحت أمركم)».
