ينتظر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب يوم الانتخاب لعام 2024 على أحر من الجمر، فمن خلال تدشين حملته الرئاسية يحاول ترامب في خطاباته النارية التقرّب إلى مؤيديه من الحزب الجمهوري بشكل أكبر حتى يستطيع كسب قاعدة انتخابية صلبة في كل الولايات لتساعده على النجاح والخروج من عنق الفشل، معتقداً أن الانتخابات المقبلة في 2024 هي فرصته لإنقاذ الولايات المتحدة من الغرق!
فقد كانت حملته الانتخابية الأخيرة مع مؤيديه التي جرت في كولومبيا عاصمة ولاية كارولاينا الجنوبية ومدينة سالم بولاية نيوهامبشر هي فرصة لإعادة النظر، تعهد فيها بمواجهة المؤسسة السياسية الفاسدة وإنهاء حكم العصابات على حد قوله.
فلا يزال ترامب يعتقد أن الولايات المتحدة بحاجة الى إنقاذها من «اليسار» ووسائل الإعلام التي تُدار تحت سلطة الدولة العميقة، فبعد إعلان ترشحه للانتخابات الرئاسية المقبلة وبعد مرور شهرين ونصف الشهر انتهز ترامب فرصة مرض الرئيس الحالي جو بايدن الذي أُصيب بمرض سرطان الخلايا القاعدية، وهو أحد أنواع أورام الجلد الخبيثة النابع من سرطان الجلد، لجَلد سياسته الحالية ولكن سرعان ما أعلن البيت الأبيض عن تعافي جو بايدن منه بعد إزالة هذا الورم من صدره بنجاح، إلا أن ترامب سرعان ما رد في هذا التوقيت على أنه هو القائد الذي يستطيع إنقاذ الولايات المتحدة من الفشل، وأضاف أمام رجال الإعلام وأمام حلفائه السياسيين الأكثر ولاء في كولومبيا ان الشعب الأميركي بحاجة الى قائد مستعد للقيام بذلك منذ اليوم الاول من تسلمه مقاليد الرئاسة، قائلاً إن هناك رئيساً واحداً تحدى المؤسسة بكاملها في واشنطن ثم بتصويتكم بالعام المقبل في 2024 سنفعل ذلك مرة أخرى، ففي كل مرة يشير ترامب الى إنجازاته وإلى سياساته أثناء توليه منصب الرئاسة، معتقداً انه القائد الوحيد الذي يستطيع إنقاذ بلاده من الدولة العميقة، لذلك لم يتردد بقول: نحن بحاجة الى مقاتل يمكنه الوقوف في وجه اليسار وفي سياسة الإعلام وأمام دعاة العولمة والصين، في حين مازلنا لا نعلم السر في كراهيته للصين منذ بداية انتشار فيروس كورونا، وهل يعني أنهم وراء انتشار جائحة كوفيد 19، أم أن الصين هي السبب وراء انتكاسة تدهور الأوضاع الاقتصادية وفشل الصناعات المحلية في بلاده؟!
فمن الملاحظ ان خطابه الانتخابي الأخير تميز بالتكرار في القضايا، أي لا جديد سوى الإشارة الى الأشخاص المنافسين والتحذير والإهانة لبعض الرموز السياسية، وبالتالي كرر ادعاءاته بأن الانتخابات الماضية 2020 قد سُرقت منه عنوة، فلذلك حذّر من مغبة تغيير مسار الانتخابات المقبلة كما حدث في السابق، وكذلك وجّه إهانات متكررة كعادته لمنافسيه من الحزب الجمهوري، منتقداً من أنهم أكثر خطورة من الديموقراطيين أنفسهم.
ويذكر ان المرشح الجمهوري رونالد ديون ديسانتيس حاكم فلوريدا هو المنافس والفائز الأكبر عليه والذي حذّره دونالد ترامب من الترشح للرئاسة، باعتباره النجم المنافس في سماء الحزب الجمهوري في انتخابات التجديد النصفية لعام 2022، وبالتالي أكد ترامب لجمهوره لا شعورياً بأنه بعد عام واحد من الآن سوف يفوز في الانتخابات التمهيدية في نيوهامبشر بمساعدة أهلها الطيبين.
ونلاحظ من خلال قراءة خطاب الرئيس ترامب أن لديه الثقة بالفوز وبنجاح حملته في حين لا يُقر بمشاكله القانونية المتزايدة!
بل بالعكس يتهم المحققين على أنهم مدعون عامون «يساريون» متطرفون، فيما تعهد في خطابه الاستمرار في التحقيق في أنشطة وزارة العدل في حال إعادة انتخابه رئيساً، إلا أن الواقع مختلف تماماً، فما يجري الآن هو تسليط الضوء على تعامله السري مع الوثائق السرية التي تم العثور عليها أثناء تفتيش «اف بي اي» مكتب التحقيقات الفيديرالية مقر إقامته في ولاية فلوريدا، والتأكيد على دوره المشبوه مع أنصاره في اقتحام مبنى الكونغرس الأميركي عام 2021، ومحاولاته البائسة في قلب نتائج الانتخابات بعد هزيمته بولاية جورجيا عام 2020 طمعاً بكرسي الرئاسة.
إن عودة الرئيس السابق ترامب في كارولاينا الجنوبية ونيوهامبشر وتنشيط حملته المتعثرة لا تعني شريطة نجاحه وسط انتقادات شعبية شديدة لعدم تنظيم فعاليات ناجحة منذ إعلان عزمه على خوض الانتخابات الرئاسية في عام 2024.
ولكل حادث حديث،،،
alifairouz1961@outlook.com