No Script

ربيع الكلمات

أزمة إدارة... والمستقبل لا يرحم

تصغير
تكبير

في مؤتمر القمة العالمية للحكومات والذي كان في دبي فبراير من هذا العام، ذكر معالي محمد بن عبدالله القرقاوي، وزير شؤون مجلس الوزراء، رئيس مؤسسة القمة العالمية للحكومات، في الجلسة التي كانت بعنوان: (10 سنوات من التحولات)، قائلاً «إن هناك خمسة تحولات كبرى يشهدها العقد المقبل ستغير مستقبل العالم نتيجة التطور التكنولوجي».

وكان مما قاله في التحول الرابع إنه سيكون جذرياً في مفهوم الأمية والمهارات، فالأمي سيكون الشخص الذي لا يستطيع التعامل مع تقنيات الذكاء الاصطناعي.

وأضاف أنه «في العقد المقبل، عشرات الملايين من الوظائف ستكون شاغرة لغياب المهارات المناسبة لدى الأفراد، حيث لن تكون مسألة البطالة بالنسبة للحكومات، متمثلة في تحدي خلق الوظائف فقط، بل في توفير الكفاءات المناسبة والمهارات التقنية التي تؤهل الأفراد لوظائف المستقبل... وأن الذكاء الاصطناعي، سيصل إلى مجالات جديدة لم يصل إليها من قبل، فمثلاً 90 في المئة من الأخبار وأعمدة الرأي سيتم إنتاجها من خلال الذكاء الاصطناعي خلال السنوات المقبلة، وسيكون الذكاء الاصطناعي تجسيداً للعقل الجمعي».

ولكن المهم في كلامه أن التحول الخامس في الذكاء الاصطناعي والذي سيحدد موقع الحكومات ومستقبلها، إما حكومات استباقية تتبنّى تقنيات الذكاء الاصطناعي أو حكومات تعيش في العصر الحجري، مشيراً معاليه إلى أن المعدّل العالمي لجاهزية الحكومات للذكاء الاصطناعي يقل عن 50 في المئة.

وبعد سماع هذا الطرح الذي يستشرف المستقبل شعرت بالقلق والارتباك من مصيرنا في قادم الأيام، وبسبب أننا نلعب في وقت الجد والعكس صحيح، ندخل الاختبار المصيري دون أن ندرس أو نفتح الكتاب... مع الاستعانة بمدرس خصوصي من الخارج ! ندخل للحضارة العالمية فنخر صرعى نتيجة انبهارنا، ندخل صيدلية العالم دون تشخيص سليم ولا نعرف أي دواء نستخدم، ونشخص المشاكل في بعض الأحيان... وندفع الملايين دون أن نأخذ بالتوصيات، إذاً، فمن الطبيعي أن نضيع الجادة والبوصلة في الحياة معاً.

أصبح لايخفى على أحد أن أزمة الكويت هي بسبب سنوات طويلة من تعاقب الإدارات الحكومية المترهلة، بفضل الله تعالى لدينا ثروات هائلة... ولكن تحتاج إلى إدارة حصيفة لهذه الأموال وليس التعيين على حسب الولاء أو نقدمها كفواتير سياسية كما كانت في السابق، المال الذي لدينا لو استثمرناه بطريقة صحيحة فسيوفر لنا مستقبلاً أفضل واستدامة للأجيال القادمة.

نحن بلد صغير، ولديه ثروات كبيرة ولله الحمد، والغريب أن لدينا شوارع لاتصلح للاستخدام، وتعليماً مضروباً، وعندما يمرض أحد الأفراد لاقدر الله فإن التفكير في الحال بالعلاج بالخارج، ما الذي يجري ولمصلحة من، والواحد بدأ يشعر بالغربة نتيجة مايحدث حوله ؟

ولديّ قناعة أن هناك العشرات من الشباب الكويتي الناجحين في القطاع الخاص قادرون على المساهمة في إدارة زمام مؤسسات الدولة، وجعلها في مصاف الدول المتقدمة. في السابق كنا نقول سنغافورة وماليزيا، والآن نذكر السعودية وقطر والإمارات، بسبب التحولات التي تجري في بلدانهم، وعلينا أن نضع الرجل المناسب في المكان المناسب، وأن يكون الاختيار على أساس الكفاءة والمواطنة.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي