رسالتي

العمارة أم الخيمة؟

تصغير
تكبير

اهتزت العمارة بساكنيها بسبب الزلزال، فهربوا منها إلى الشوارع والعراء، ونُصِبت لهم الخيام، ثم جاءت عاصفة هوجاء فأطاحت خيامهم، فجعلتهم بين خيارين أحلاهما مر، وأيسرهما صعب!

هل يبقون مع عوائلهم في العراء مع هذه العاصفة أم يلجأون إلى العمارة، وقد تكون مقبرتهم؟!

إنها حال وصفها أحد الإعلاميين في المناطق السورية المحرّرة والتي ما زالت تتعرض للزلازل بقوله: «يا رب دخيلك وين نروح... لقد ضاقت علينا الأرض بما رَحُبت وضاقت علينا قلوبنا وصدورنا...

يا رب هوّن علينا... يا رب فَرَجك».

هذا المشهد الذي نقلته وسائل الإعلام يجعلنا - خصوصاً نحن أهل الكويت - نحمد الله تعالى على النِّعم العظيمة التي وهبنا الله إياها وتفضّل بها علينا وفي مقدمتها نعمة الأمن والأمان والعيش الرغيد.

هذه النِّعم التي تحتاج منّا الشُّكر لتدوم، لا الجحود والنكران فتزول.

ولعل من المناسب التذكير ببعض الأسباب المؤدية إلى الأمن للمجتمعات كي نحرص عليه ونتمسك بها.

ومنها: تطبيق العدالة ورفع الظلم، فيكون الجميع بلا استثناء تحت حكم القانون.

يروى أن أحد ولاة المدن بعث إلى الخليفة عمر بن عبدالعزيز، رضي الله عنه، يطلب منه دعماً مالياً ليرفع أسوار المدينة لتحصينها.

فردّ عليه قائلاً: وما تنفعها الأسوار، حصّنها بالعدل ونقِّ طريقها من الظلم.

ومن الأسباب: منع المنكرات والفواحش المعلنة، والتي هي أحد أسباب البلاء.

يقول عمر بن الخطاب، رضي الله عنه: «توشك القرى أن تخرب وهي عامرة»، قِيل متى يا أمير المؤمنين؟ قال: «إذا علا فُجّارها على أبرارها وساد القبيلة منافقها».

ويقول ابن مسعود، رضي الله عنه: «إذا ظهر الربا والزنا في قرية أذِن الله بخرابها».

ويتحقّق الأمن بإتاحة الفرصة للناس للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والوقوف في وجه الفساد، وعدم تكميم الأفواه. فإن الله تعالى لا يُهلِك بلداً وفيه قوم مُصلِحون.

يقول الرسول عليه الصلاة والسلام: (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عذاباً منه، ثم تدعونه فلا يستجيب لكم).

ومن أسباب الأمن: صنائع المعروف التي تقي مصارع السوء، وبلادنا بحمد الله معروفة ومشهود لها بالسبق في هذا الميدان.

لذلك، لنتمسك بأسباب الأمن ولنحافظ عليها، فهي صمام الأمان.

اللهمّ اجعل بلدنا آمناً وسائر بلاد المسلمين.

Twitter: @abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي