أُفق الحياة سفر كبير الذي يقلّب صفحاته يدرك مواقف متباينة، ويستبصر إشارات كثيرة ويفكر في مواقف مختلفة وينظر إلى صور عديدة.
قدرات واثقة واستعدادات خلاقة ومواهب فريدة، هي أستاذتنا عائشة عبدالعزيز حمادة، التي غادرت دنيانا في الأسبوع الماضي، إنها نجم في سماء التربية الخاصة أبدعت في عملها، وجدّت في مسيرتها، وتألّقت في سبل التوجيه والرعاية والتربية والإرشاد.
أم بشار، هي المربية التي كانت تعطف على جميع الإعاقات في مدارس التربية الخاصة، وتعتبرهم أبناءها، تقدم لهم كل ما يحتاجون إليه من سبل التوجيه والرعاية.
وهي تشير بأنامل الخير للذين يعملون معها إلى سبل متعددة من التنمية التربوية.
واضعة نصب عينيها استعدادات المتعلمين وقدراتهم ومواهبهم حتى تستنبط لهم الطرق المختلفة في توصيل الحقائق إلى أذهانهم، مشيرة إلى الأدوات والوسائل التي تساعد المربين على تحسين عملية التعليم والتعلم.
أم بشار، هادئة في طبعها، قوية في إحقاق الحق، كريمة في معاملتها مع الذين يعملون معها، تعتبرهم إخوة وأخوات تنصحهم بهدوء وسكينة، إذا غضبت فإنها تغضب للحق، نعم، إنها نجم متألق في مجال تعليم وتدريب وتنشئة وتأهيل ذوي الاحتياجات الخاصة.
إنه عمل شاق، إلا أن أم بشار، رحمها الله، جعلت منه عملاً يسيراً، وذلك بإصرارها على المحاولة من أجل وضع كل حالة في مكانها المناسب.
ما أجمل فكرك الجميل يا أم بشار، وما أحسن هديك الرشيد، وما أبهى إشاراتك الراشدة.
مهما أكتب في مسيرتها، رحمها الله، فإن اليراع ينضب والفكر لا يتوقف عن التمحيص في قدراتها الواثقة وهديها الرشيد.
اللهمّ بارك لعائشة حمادة في حلول دار البلاء، وطول المقامة بين أطباق الثرى، واجعل القبر بعد فراق الدنيا خير منزل لها، واخلف على أهلها وذويها ومحبيها الصبر والسلوان، إنك ولي ذلك والقادر عليه.
أدعوك رب كما أمرت تضرعاً
فإذا رددت يدي فمن ذا يرحمُ
ما لي إليك وسيلة إلا الرّجا
وجميل عفوك ثم إني مسلمُ