No Script

رأي قلمي

ما الدليل...؟!

تصغير
تكبير

قال أحدهم: ما الدليل على تربيتنا في السنوات الأخيرة لم تكن صحيحة؟ فأجابه الآخر: الدليل هو الواقع الذي أفرزته تلك التربية! ونحن نتفق معه ونجيب بالجواب ذاته، التخلف التربوي الذي رأيناه من أفراد المجتمع في التعبير عن فرحتهم بالأيام الوطنية، هو المؤشر الدقيق الذي يشير أن هناك خللاً تربوياً ثقافياً كبيراً نعاني منه.

والعلاقة بين الخلل الثقافي والتخلف التربوي جدلية، حيث يؤدي التخلف ذاته إلى مزيد من إرباك الثقافة وسحب الثقة منها.

كثيرون هم الذين أطرقوا باب موضوع مظاهر التأخر والنكوص، لكن نود أن نورد بعض الإشارات التربوية التي أدت إلى تكرار هذه الأزمة في كل عام.

في ظل تعدد وسائل التربية، التي تشارك الوالدين في الغرس والتثقيف والتأديب، كثير من الآباء فقدوا السيطرة على سلوك أبنائهم، وحتى لا يشعروا بالفشل، سادت ثقافة «هذه فرحة يومين خلوهم يستأنسون»، ويكون السلوك الخاطئ هو سيد الموقف، والذي يمنع أبناءه من ممارسة هذا التخلف، يكون شاذاً ومعقداً.

حب الكويت لا يترجم بالإسراف والقذارة، أهدروا الماء، تركوا النفايات والمخلفات من ورائهم، شوّهوا الشواطئ والشوارع.

مَن يحب الكويت يعتني بثقافة وتربية أبنائها، ويهتم بإصلاحها وإعمارها، ويكون مبدعاً في إيجاد الحلول لحل مشكلاتها، يقف عند قوانينها وقفة إجلال واحترام ولا يتجاوزها، يدرك معنى الحرية الشخصية ولا يؤذي غيره بتجاوزه على حقوق الآخرين. لا تكون محصلتنا من أجيال قادمة تحمل عقلية مشوّهة غير قادرة على ترجمة الحب بمعناه الحقيقي، المتمثل باحترام قوانين وأنظمة الدولة، وعدم ممارسة سلوكيات لا تليق بشعب راقٍ مهذب مثل الشعب الكويتي.

M.alwohaib@gmail.com

‏mona_alwohaib@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي