من الخميس إلى الخميس

سُقيا الماءِ بَدَلَ هَدْرِها

تصغير
تكبير

لدينا وزارة كهرباء وماء تأسست في يناير عام 1962، ورغم أن الوزارة والقائمين عليها يعملون بكل إخلاص وبيّض الله وجوههم في ما يقومون به من خدمة ممتازة في توصيل الماء والكهرباء؛ والمحافظة على استمرارهما وصيانتهما إلا أننا نتمنى زيادة خدماتهم في مجال التوعية في شأن توفير الطاقة الكهربائية وتوفير المياه.

إن ما نراه ونسمعه يتجدّد كل عام من تبذير للمياه في الاحتفالات الوطنية يجعلنا نتمنى على الوزارة المسؤولة أن تبدأ حملات توعوية قبل الأعياد الوطنية لتبيان مخاطر نقص المياه ليس علينا فقط بل على العالم أجمع، لدينا في الكويت جمعية خيرية مُختصّة تعرف قيمة الماء هي (الجمعية الكويتية لسُقيا الماء) وهم، بهذه الصفة، وأعضاؤها أكثر الناس دراية بحاجة الناس إلى الماء؛ ولو أن الوزارة استعانت بهم لزودّوها بأمثلةٍ ومعلومات مهمة ترفع وعي المواطن وتجعله يتردد ألف مرة قبل أن يسكب لتر ماء دون حاجة، إن الذين يتساقطون موتاً بسبب عدم توافر الماء يُعدّون بالآلاف، والإحصائيات تشير إلى أن نحو مليار شخص حول العالم لا يزالون يفتقرون للمياه الصالحة للشرب، و2.7 مليار شخص يجدون صعوبة في الحصول على المياه لشهر واحد سنوياً على الأقل.

وتُمثّل المياه ما يتراوح بين نحو 60 و70 في المئة من جسم الإنسان، ولا يستطيع الإنسان الابتعاد عن الماء أياماً قليلة، فقد جعل الله سبحانه من هذا الماء كل شيء حيّ، ومن أجل أهمية سٌقيا الماء والحفاظ عليه، بيّن لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن سقيَ الماء هو أفضل الصدقات.

حين أستمع إلى ما يقوم به المسؤولون عن جمعية سُقيا الماء من جهد كبير في إنقاذ ارواحٍ لم تتوافر لهم المياه الصالحة حول العالم، حين أسمع ذلك وأرى تلك الجموع التي تصطف فوق الأرصفة في أعيادنا الوطنية لتُهدِرَ كميات مَهولة من الماء أشعر بالحزن، فهناك أيادٍ حانية تُطالب بإنقاذ الأرواح وتنشُر السعادة تُقابلها أعداد أكبر للأسف ممن يتفنّنون في عكس الصورة وإهدار الماء، مياهٌ ربما لا تتوافر لنا في المستقبل.

لنجعل سُقيا الماء أمام أعيننا في كل وقت؛ ولنُطالِب بتعاون الجهات الحكومية مع جمعية سُقيا الماء من أجل رفع الوعي لدى كل المواطنين ليس فقط في منع الهَدر بل أيضاً لمساعدة البشر حول العالم ليجدوا ماءً نظيفاً يشربونه.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي