No Script

ربيع الكلمات

أبطال الداخلية... شكراً

تصغير
تكبير

ما يقوم به أبطال وزارة الداخلية من حملات على تجار سموم المخدرات يستحق الشكر والتشجيع وهم فعلاً أبطال، ومنذ تولي معالي وزير الداخلية قيادة وزارة الداخلية لا يكاد يمر يوم إلا ونسمع عن القبض على تجار السموم وبكميات كبيرة جداً، وهذا النهج فيه حماية للشباب من هذه الآفة.

وهذه الكميات المضبوطة ماذا لو أفلتت وذهبت إلى أصحاب الضمائر المريضة، ما هو مصير الشباب والأسر، وكم جريمة ستقع بسبب انتشار هذا الوباء الذي يذهب العقل؟، ولعل قصص الاعتداءات غالبيتها تجد خلفها متعاطياً أو مدمناً، ومطلوب من وزارة الداخلية تكثيف حملاتها وجهودها للحد من انتشار المخدرات بين الشباب التي تنهي مستقبلهم، وهي مسؤولية أخلاقية ودينية ووطنية يجب تضافر الجهود للحد والقضاء عليها، والكل يشترك في ذلك، خصوصاً جمعيات النفع العام في توعية المجتمع من هذه الآفة.

وحتى المتقدم للزواج يجب أن يكون هناك فحص للمخدرات كشرط لإتمام هذا الزواج، وحتى نقلل من حالات الطلاق أو المشاكل التي تنشأ نتيجة التعاطي، وحتى عند التقديم على رخص القيادة، لأن أرواح الناس غالية والبعض لا يحترم الآخرين خصوصاً ممن يتعاطون هذه السموم.

أما الأسباب التي تؤدي إلى لجوء الشباب إلى هذه السموم فهي كثيرة، ومنها ما يعود بسبب الفرد أو الأسرة أو المجتمع، أما ما يعود على الفرد فتكون بسبب أصدقاء السوء والفضول والمشاركة معهم للتجربة، وقد يكون وقت الفراغ من الأسباب التي تنتشر بصورة كبيرة، كذلك الهموم والمشاكل اليومية ما تتسبب بضغوط، وتوافر المال بكثرة لدى الشباب، فدائماً يشتري الأغلى بكل سهولة ويكون لديه حب للاستطلاع والتجربة، لذلك يقوم بشراء هذه السموم.

ولاشك أن هناك آثاراً لهذه الآفة، فمن الآثار الاقتصادية هو حجم خسارة المجتمع لهؤلاء الشباب الذين كان من الممكن أن يساهموا في نهضة وإعمار أوطانهم، وحتى لو عملوا فسيكون بلا كفاءة بسبب ضعف عام في بنية هذا الإنسان وتشتت أفكاره، وصعوبة كبيرة في إعادة تأهيله مرة ثانية والمبالغ الكبيرة المطلوبة للتأهيل.

ونافلة القول ان هناك تساؤلات عدة... وهي من الذي يقوم بإدخال كل هذه الكميات إلى الكويت، ومن هم الذين يقفون خلف هذه العصابات، ولماذا لايتم ضبط هذه الكميات في الجمارك قبل دخولها، وهل أصبحت الكويت معبراً لبعض الدول، ولماذا لا يتم ذكر من يقف خلف هذه التجارة الممنوعة؟

ولعلاج هذا الداء، يجب تكامل جميع الأدوار الأمنية والاجتماعية والدينية، فهناك دور للبيت بتوعية أبنائه، ودور للمدرسة بتوجيه التلاميذ والتحذير من هذه الآفة، والمسجد له دور في توجيه الرأي العام وخطر المخدرات والتحذير منها والبعد عن أصدقاء السوء.

وبالرغم من جهود وزارة الداخلية، مشكورة بالحرب على تجار المخدرات إلا أنها في تزايد، وهذا الأمر يحتاج إلى تعاون وتكامل دولي في مواجهة المخدرات، وذلك بسبب الانفتاح الكبير الحاصل في العالم اليوم، وما يحدث للشباب في هذه الأيام هو في الحقيقة حرب حقيقية تهدف إلى تدمير جيل شبابي كامل، والدليل هذه الكميات الكبيرة من المخدرات التي قامت وزارة الداخلية، مشكورة بإلقاء القبض على تجار هذه السموم. الوعي مطلوب في هذه الأيام ولا ننشغل عن الشباب والأبناء.

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي