انتهى العيد الوطني لبلادنا ونحن بخير ونعمة والحمد لله، ولكن تساؤلي هنا: ماذا تعلّمنا في الأعياد الوطنية للبلاد، ولماذا نتعامل مع الأعياد الوطنية بهذا الأسلوب والنمط الممل في احتفالاتنا، ولماذا لا نغيّر أسلوب احتفالاتنا فيه، ولماذا أصبحت ثقافة رمي البالونات المملوءة بالمياه على الآخرين وهي عادة سيئة سائدة عندنا؟
فهل بهذا التصرف الغريب يتم الاحتفال في أعيادنا الوطنية، هل شاهدنا كمية النفايات المتروكة على الأرصفة والشوارع المحيطة بشارع الخليج العربي و«البلاجات» والشوارع الرئيسية الأخرى والتي تحدث في كل عام؟
ألا نعلم أن فرحة التعبير عن الأعياد الوطنية وعن حب الوطن ليس بهذه الطريقة المقزّزة، ألا نعلم أن هناك ضعاف نفوس قد استغلوا فرصة الاحتفال لممارسة الأعمال المنافية للآداب العامة مثل التحرش بالفتيات والتطاول عليهن، والتعدي على الآخرين بالأفعال والألفاظ تحت مسمى الحرية الشخصية، ألا نعلم أن هذه العادة السيئة قد تعلّمها الوافد والزائر بدلاً من أن نعلمه كيفية الأخلاق الحميدة والصفات الطيبة، وأن نعلمه كيفية الحفاظ على نظافة الكويت لمشاهدة جمالها في العيد الوطني للبلاد؟!
لديّ تساؤلات كثيرة تواكب المواقف المتعددة السيئة التي حدثت في العيد الوطني لهذا العام ولم نتعلم أو نتعظ من تكرار أخطائنا وعيوبنا، فلقد رأينا كيف أصبح الوافد هو الذي يشارك المواطن السيئ في رمي الوساخة في البلد، فالوافد المقيم أصبح يقلد المواطن بسلوكه المشين وأصبح يرمي البالونات المائية والألعاب النارية على مركبات الآخرين، بل ويشارك أبناءه في هذه العادة تحت مسمى فرحة العيد الوطني للبلاد، وهي في الأصل ثقافة سيئة تعلّمها وكرّسها أطفالنا وأبناؤنا الشباب من قبل، إلى أن انتقلت هذه العادة إلى رمي البالونات المائية ورشاشات المياه على رجال الداخلية الذين تواجد معظمهم لأداء مهمة حفظ الأمن وسير المركبات.
ولعلنا شاهدنا كيف تجرأ وافد آسيوي على رمي البلونة المائية بقوة على مركبة تابعة لرجال المرور، فهذا التصرف الجريء والمنظر المقزز لا يتجرأ عمله المواطن البسيط وبسبب غرابة هذا الفعل انتشر الفيديو بوسائل التواصل الاجتماعي بسرعة البرق!
فالإفرازات السيئة عند المواطنين قد تنتقل بشكل غير مباشر إلى الوافدين إن لم تكن هناك عقوبة رادعة للجميع، لذلك كان يفترض علينا جميعاً الكف عن هذه الأفعال المشينة بحق الوطن والذي تحول هذا الفعل إلى عادة وثقافة اجتماعية يرفضها الكثير من أبناء هذا الوطن، وبالتالي نحن لسنا ضد فرحة العيد الوطني وفرحة عيد التحرير، ففرحة الوطن لا تضاهيها أي فرحة أخرى ولكن يجب أن يكون لها حدود نقف عندها، أي علينا ألا نتطاول على الآخرين ولا نرمي الأوساخ في الشوارع العامة، فرجال البلدية وعمال النظافة هم بشر وطاقة وعلينا أن نكون العين الساهرة لهم وعلينا مساعدتهم خدمة لوطننا العزيز وكويتنا الغالية، فكمية النفايات من البالونات والأوراق المرمية في شوارع المناطق، وكمية بقايا المسدسات المائية المكسورة والأعلام الورقية وأوراق المناديل بين الشوارع والمناطق كانت رهيبة، ولا يتصورها أي امرئ له عقل ويحب الكويت.
بأي حال وبأي مناسبة، لا يجب علينا الاحتفال بهذه الطريقة المقززة، فهي في النهاية تعتبر ثقافة مجتمعية سيئة لا تواكب عملية التطور والتقدم بين الدول، فلننظر الى جيراننا من الدول المجاورة وكيف أصبحت النظافة هي سمة وثقافة عامة لديهم من خلال تطبيق قانون النظافة العامة.
بالله عليكم ماذا ينقصنا نحن، وما الذي يجعلنا متأخرين في تطبيق قانون النظافة ولو في الأعياد الوطنية للبلاد في كل عام، نحن ندرك مدى الإهمال الذي قضى على مؤسسات الدولة، ولكن علينا أن ندرك حجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا، فالمواطن شريك في الحفاظ على نظافة بلده، وهو الشخص الخفير على وطنه، ويجب عليه أن يحافظ على نظافة وطنه كما يحافظ على نظافة بيته، فالنظافة هي من الإيمان وبالنظافة تتطور ثقافة الأوطان.
ولكل حادث حديث،،،
alifairouz1961@outlook.com