No Script

خواطر صعلوك

عز وفخر

تصغير
تكبير

سألت مجموعة من الطلاب والطالبات المبتعثين في الخارج، سؤالاً واحداً وهو «كيف رأيت الكويت من الخارج»؟

بعضهم يدرس في أميركا وبعضهم في أوروبا وبعضهم في أكثر دول العالم تقدماً، وقد تنوعت إجاباتهم بكل صدق.

يقول يوسف «عندما سافرت للدراسة، رأيت الكويت من الخارج، حبيبتي وأمي وطفلتي وأشتاق لها، الكويت وطني الذي أتمنى أن يتغير إلى الأفضل، ومشاعري في الغربة تتقاتل بين ضدين بداخلي، متشائم ومشتاق، أرى الأمل في عيون المبتعثين وأرى أيضاً الإحباط... نجلس (نتحلطم) على إدارة الدولة ونقارنها بغيرها وتدور عاصفة من الأسئلة في نفوسنا ورؤوسنا ونحن نعلم أن أجوبتها سهلة، ولكن لا نجد إجابة... لماذا؟ أحبها بكل ما فيها، وسأعود لها ومن أجلها ومن أجل أمي وحبيبتي وطفلتي، اللهم غيرنا وغير حال وطننا إلى ما تُحب».

تقول لولوة «أراها كبيرة من الخارج، ورغم أن الكثيرين لا يعرفونها ولكني أعتبرها فرصة لي لكي أريهم وطني من منظوري ومدى الجمال الذي تحمله... أراها (أم) معطاءة، أشعر بالشوق والوله للبلد والأرض أكثر من أهلي أحياناً، ورائحة الكويتيين في الخارج أكثر جمالاً ورونقاً من الداخل، لأننا في الداخل نتعود... فننسى».

يقول عدنان «عندما سافرت، أحببت الكويت أكثر بعشرة أضعاف من حبي لها وأنا عايش فيها، وعندما ابتعدت رأيت ما كان (بدهياً) بالنسبة لي، مثل نعمة الأمان وراحة البال ووجود الأهل، ورغم أني طوال عمري اسمع كلمة (الولاء والانتماء) في طابور الصباح والمدرسة والصفوف وفي الخطابات السياسية، ولكني لم أشعر بالانتماء الحقيقي إلا عندما أخذت خطوة للوراء لكي أرى بوضوح كم أشعر بالانتماء لهذا الوطن.

النقطة الثانية للأمانة هي (الحسرة) على حال البلد خصوصاً عندما أرى أشياء في الخارج نستطيع أن نطبقها وأن نفعلها ولكن لا تتم بسبب الفساد والأمور الحكومية البطيئة».

تقول دلال «عندما كنت في الكويت كانت الأمور عادية بالنسبة لي ودائماً أسمع الجميع يشتكي من الشوارع والأمور السياسية و(تحلطم) أربع وعشرين ساعة، وشوفوا الدولة الفلانية اشلون صارت وشوفوا الدولة العلانية اشلون تطورت... فكنت أرى بلدي عادية وتحت العادية، ولكن عندما سافرت للدراسة أصبحت أرى الكويت وأهل الكويت بكبرها بيت كبير انتمي له، وحتى لو كان بيتي فيه أخطاء فهو في النهاية بيتي، وهذا كله لم اشعر به وانا في الكويت، وشعرت بالتقدير كيف أن وطني وفر لي كافة سبل الراحة مقارنة بدول أخرى، وتعلمت أنك لما تكون قريب جداً من الشيء ممكن ما تشوف جماله وروعته».

عزيزي القارئ، كانت هذه إجابات أربعة كويتيين من أربع مساحات جغرافية مختلفة من العالم عنوانها الرئيسي «عز وفخر»... تعلمت من أحد أصدقائي يوماً، أننا عندما نقترب من الأشياء لا نراها بوضوح، وأنه ليس من السهل أن ترى أنفك رغم أنه تحت عينيك، وأن أكثر الكلمات التي نستخدمها والأماكن التي نرتادها تصبح مع الزمن «بدهية»، وأن أكثر الأشياء بداهة في حياتنا هي أكثرها خداعاً لأحكامنا.

كل عام وأنتم والكويت بخير. وكل ما لم يُذكر فيه اسم الله... أبتر.

moh1alatwan@

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي