No Script

رسالتي

هل هي مجرد بالونات؟

تصغير
تكبير

يُروى أنه قُبِض على شاب سارق، فتم الحكم عليه بقطع اليد، وعند لحظة تنفيذ الحكم طلب منهم طلباً غريباً، إذ قال: قبل أن تقطعوا يدي اقطعوا لسان أمي، لأنها كانت السبب فيما أنا عليه الآن، ففي المرة الأولى التي جئتها سارقاً كانت ردة فعلها أنها «زغردت»، وقالت: الآن أصبح ولدي رجلاً!

نسوق هذه الحادثة رداً على أولئك المدافعين عن عبث الأطفال خلال احتفالات الأيام الوطنية وقيامهم بقذف البالونات المائية على مرتادي الطرقات!

إن هذا السلوك غير الحضاري في التعبير عن الفرحة الوطنية له انعكاسات سلبية عديدة، فهي تعوّد الأطفال على عدم احترام الآخرين مهما كانت أعمارهم ومكانتهم، وتجعلهم غير مكترثين بالنعمة التي بين أيديهم وهي الماء، فنحن بلد صحراوي نعتمد في مياه الشرب بعد الله على محطات تحلية المياه من البحر، ومع ذلك نرى إهداراً للمياه يُقدّر بملايين الغالونات!

هذا السلوك صرف الأطفال عن التعبير الحضاري والراقي لحب الوطن إلى سلوك عبثي، جعلهم يشعرون بأن متعة هذه الأيام محصورة في إلقاء هذه البالونات!

هذا السلوك يعوّد الأطفال على التساهل في إتلاف الممتلكات وعلى تجاوز القوانين، وعلى اللامبالاة في إلقاء المهملات في أي مكان.

إن كان المرء يحزن على عبث هؤلاء الأطفال مرة، فإنه يحزن ويأسى عشرات المرات على أولياء الأمور الذين يشجّعون أطفالهم على هذه الممارسات!

أين رجاحة العقل؟ أين روح المسؤولية؟ أين التفكر بالعواقب؟

لقد شهدت أيام الاحتفالات مشاجرات دامية كان عبث البالونات أحد أسبابها، فهل ننتظر حدوث جريمة حتى ننتبه!

آثار سلبية عديدة نشاهدها بسبب استخدام بالونات المياه، بعد أن تم علاج أكثر من 90 شخصاً تعرضوا لإصابات في العين نتيجة هذا العبث!

لقد شاهدنا العديد من الشكاوى لأولئك الذين تعرضت سياراتهم للإتلاف بسبب إلقاء بالونات يبدو أن البعض يضع داخلها أجسام صلبة أو مياه مجمدة، فمن سيعوّض هؤلاء؟

من المشاهد المحزنة والمؤسفة رؤية عامل آسيوي يُلقي بالونة مياه على دورية للشرطة، ويقوم بكل جرأة بتصوير الحادثة وهو يبتسم!

أرأيتم إلى أي مدى وصلت نتائج التهاون في مواجهة وعلاج هذه الظاهرة!

أعلم أن الحياة السياسية متوقفة، والحكومة مستقيلة، ومصالح الناس مُعطّلة، وهي أمور تستحق الوقوف عندها والحديث عنها، لكن ذلك لا يعني إهمال هذه الظاهرة السلبية والتي للأسف أصبحت مرتبطة بالأيام الوطنية، وتتفاقم مشاكلها وسلبياتها عاماً بعد آخر، لذلك، كان لا بدّ من الوقوف عندها، والسعي لعلاجها لأنها لم تعد مجرد (بالونات أطفال).

Twitter:@abdulaziz2002

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي