No Script

رأي نفطي

الغزو الروسي والخلاص الأوروبي

تصغير
تكبير

نجحت أوروبا في هذا العام أو ما تبقى من فترة الشتاء في عدم الاتكال على النفط والغاز الروسيين، في وقت فقدت روسيا أسواق اوروبا المضمونة لها في مدها بالطاقة، حتى خسرت أكثر من 46 في المئة من مدخولها من النفط والغاز لأوروبا، ويأتي ذلك مع تزايد ميزانية الحرب والتسليح بأكثر من 60 في المئة. ومع أن حرب الطاقة لم تنته حتى الآن بسبب شتاء هذا العام المعتدل، إلا ان أوروبا يجب ألا تستعد للنصر وعليها ان تنتظر لسنوات مقبلة أي مع نهاية 2026، لتعلن الخلاص النهائي من الغاز والنفط الروسيين.

ومع ان معدل سعر الغاز انخفض بنسبة 85 في المئة من شهر اغسطس الماضي إلى 300 دولار للميغاوات في الساعة، إلا أن سعر الغاز ما زال 3 مرات أعلى من قبل المقاطعة الروسية، و7 أضعاف من معدل السعر في أميركا، وكذلك سعر الكهرباء 3 أضعاف الصين.

ما يدل على ان اوروبا قد تحررت من التحكم الروسي المطلق. وعليها وعلى الجميع الاستفادة من الاعتماد على مصدر وحيد من أي شيء، وكل شيء.

في هذا الخضم، ما زالت روسيا تزود أوروبا بنحو 20 في المئة من الغاز عبر انابيب سواء من اوكرانيا أو تركيا. إلا أن تكاتف دول المجموعة الـ7 مع الاتحاد الأوروبي أدى الى الغرض المطلوب من تثبيت سعر البرميل عند 60 دولاراً للنفط الخام وللمشتقات النفطية عند 100 دولار، ما أدى إلى خسارة أو فقدان أكثر من 5 ملايين برميل في اليوم من الصادرات الروسية في يناير الماضي.

طبعاً، هناك كلفة بيئية على أوروبا ان تتحملها من مضار نتيجة الزيادة في استخدام الفحم وفتحها للمناجم، وأمامها الفرصة للتوجه إلى الطاقة النظيفة والبديلة.

وهي ايضاً فرصة للدول الخليجية المنتجة والمصدرة للغاز والنفط بالتوجه مرة أخرى إلى أوروبا بعد غياب، خصوصاً قطر والإمارات بالغاز والمشتقات والمنتجات النفطية المكررة، والكويت والمحدثة من مصافيها الثلاث، ومصافي «ارامكو» السعودية بتزويد اوروبا باحدث المنتجات والملائمه للبيئة عالمياً.

خلاصة القول، خسارة هنا واستفادة هناك... والدرس بسيط بعدم الاعتماد على مصدر وحيد وتنويع المصادر.

ولا شرعية في الاحتلال ونحن مررنا بهذه التجربة القاسية الأليمة البغيضة، لكن شعوب العالم وقفت معنا. وماذا استفادت روسيا من هذا الغزو؟

كاتب ومحلل نفطي مستقل

naftikuwaiti@yahoo.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي