No Script

قيم ومبادئ

بوثات سياسية للبيع؟

تصغير
تكبير

كلمة بوث بالإنكليزية تعني حُجيرة الاقتراع أو كابينة الهاتف!

أما في اللغة العربية فيدور معناها على الفعل باثه أي بحث عنه وبدّدهُ وفرّقه!

وسواء كان المعنى الإنكليزي أو العربي لكلمة بوثات فهو لا يخرج في فحواه وصورته عن رتم العمل السياسي الذي أصبح كالهاتف العمومي لكل مَن هبّ ودبّ، كما أن الداخل في كابينة الهاتف سوف يبحث عن الأسرار ليشيعها، وسوف يفرق الصف...

وهذا الامتهان لمجلس الأمة جعل عوام الناس يقفون عند انطباع عام وزفرات ملخصها (وا أسفى على ما يحصل بالكويت).

وكلما نخرج من حفرة سياسية نقع في أخرى أكبر منها، وكل مصيبة تحصل يظهر معها ما كمن من الهمّ القديم من شدة التحسر على ما فات من ركب الإصلاح ومكافحة الفساد والتنمية وإصلاح التعليم، حتى أصبحت هذه التطلعات أحلاماً وردية في عالم الخيال.. كما أضحت ورقية على أرض الواقع وشعارات لا نسمعها إلا في خطابات حفل افتتاح المقر الانتخابي!

ولأن الرزء الأكبر في (بوثات السياسة) هي قاعدة توالي الفشل والإخفاقات لكل حكومة جديدة والمتمثلة في تصفية الحسابات وسبات المصالح واستهداف رئاسة الوزراء... وفي غمرة هذه الغفلات المتوالية بعدد تشكيل الحكومات سقط سهواً ملف المواطن الكويتي البسيط فلم يعُد له ثمن ولا يُحسب له أي حساب ولا قدر له عند الملأ!

بل هو محجوب مطرود عن مجالسهم لضعف حاله في نظرهم ورثاثة هيئته لشدة فقرة وحاجته إلى المساعدة، وإذا ذهب يلتمس معاملة له أو يقضي حاجة للأبناء فإنه مدفوع على الأبواب، لأنه ليس عنده واسطة تنظيم أو طائفة وإذا فُتح الباب ووجدوه واقفاً أغلقوا الباب في وجهه حتى لا يقابل المسؤول! ولأن هذا وأمثاله لا يمثل تهديداً ولا يُشكل أغلبية وليس عنده ملايين (فلوَرز)، وتالياً لا يملك بوثات سياسية!

وا أسفى على تجاوز القانون والشليلية التي أطلّت بوجهها القبيح من جديد بعدما تمت إحالة القياديين من الطبقة الوسطى إلى التقاعد أو الإعفاء إلا أن الفساد أعاد ترتيب صفوفه من جديد بسرعة لافتة في مؤسسات الدولة، الأمر الذي انعكس سلباً من خلال ارتفاع حاد في معدلات القضايا التي تنظرها دوائر المحكمة الكلية في الدوائر التجارية والإدارية والجنائية حتى بلغت مليونين ومئتين واثنين وستين ألف قضية خلال عام 2018، بمعنى أنها زادت على عدد الكويتيين!

وا أسفى على ضياع التنمية في عالم البوثات السياسية التي أوقفت عجلتها ونموها عند مرحلة الطفولة ولم تتم لها عملية اكتمال النضوج، حيث المفروض أن تنمو نمواً يتلاءم مع رتم العمل السياسي والوعي الذي يتشدقون به ليل نهار!

حتى نصل إلى مرحلة النضوح والاستقرار... كما ينمو الجسم إلى أقصى درجات الاكتمال المتاحة له ثم يثبت على ذلك فترة ربيع العمر حتى يصل الى مرحلة خريف العمر وبدايات الشيخوخة ومتاعبها في نهاية المطاف.. وهنا إذا اتضحت لنا هذه الصورة أمكن أن نتعرف على حقيقة عمل البوثات السياسية والجعجعة الفارغة التي نسمعها من أقزام بسبب التدليل الحكومي الزائد لها فكلا الطرفين المتطرفين يُعرّض التنمية للاختلال؟

فهل بعد هذا نطلب مزيداً من البوثات؟

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي